كتاب

أزمات نحن من (صنعها)..!

* عند التأمل في واقع حياتنا اليومية، نلحظ صورًا (متضادة) من التصرفات، التي تعكس كم نحن في حاجة إلى إعادة (برمجة) لواقعنا، والتخطيط بجدية لمستقبلنا.

* وهذه الخطوات بقدر حاجتنا لها، فإننا في أشد حاجة إلى الإيمان بضرورة إحلال (التطبيق) كمنهج حياة، في ظل سيادة: الجميع يعرف، والقليل من يطبق.


* ولعل من أهم الصور التي تصادفنا دون تخطيط مسبق، هي تلك (الشكاية) المعتادة من غلاء المعيشة، إلا أن من يشتكي لا يمكن له أن يتمثل ذلك واقعًا حيث (الترشيد)، بدليل ما يلحظ من (بذخ)، وإسراف هنا، وهناك.

* فعلى سبيل المثال الواقع الذي فرضه وباء كورونا في حفلات الزواج، وما نتج عن ذلك من صور (جميلة) من الحفلات (المختصرة)، واتفاقيات موقعة، تم بكل أسف (نسف) ذلك الواقع (الأنموذج)، بالعودة إلى سابق عهد البذخ، والإسراف، وكأن شيئًا لم يكن.


* وفي ذات الشأن لازال البعض يطالب بخفض المهور، التي بوضعها الحالي ليست هي الأزمة، وإنما الأزمة هي تلك (التكاليف) التي تمثل أضعاف المهر، ومع ذلك لا أحد يطالب بتقنينها، وما من سبب إلا لأنها أصبحت موضع (مباهاة)، وميدان سباق (منفلت) له في كل عام (طلعة) بذخ جديدة.

* وفي مثال آخر أصبح التنافس في السفر والسياحة، موضع (مباهاة) بين الأسر، رسولهم في ذلك حالات وقصص (قنوات التواصل)، وحرقة (الناس سافروا وحنا لا)، فأصبح الاقتراض لأجل ذلك مخرجًا للحاق بالآخرين، لتعيش الأسرة شهر (سياحة)، ثم تعود مكبلة بقيد سداد لسنوات قادمة.

* وفي جانب (الحراك) المشهود عند نزول الراتب، وبما يخلق أزمة (زحام) في كل المرافق صورة معتادة، ثم ما يلبث ذلك الحراك أن تخمد جذوته بعد أيام قليلة إلى حين موعد حراك قادم يأذن به فجر نزول الراتب.

* يُضاف إلى ذلك الكثير من التصرفات (المالية) الخاطئة، التي تفرضها (المناسبات) هنا وهناك، وما يترتب على ذلك من أعباء مالية يقدم عليها الكثير (مجبرًا) رغم ظروفه المادية الصعبة، حيث أصبح (الخوف) من (ألسن) الناس، مقدما على الخوف من أزمة طارئة محتملة يبحث فيها عن (الريال) ولا يجده.

* ذلك الريال الذي نتعب في تحصيله، وبكل أسف لا نتعب في إنفاقه، وهذا يضعنا أمام تساؤل كم منا من وضع لنفسه برنامجًا يقنن فيه مصروفاته، وكم منا من لديه حساب ادخار، بل وكم منا من لم يذهب لشراء غرض واحد، وعاد محملاً بشراء ما لم يكن في حسبانه.

* هي صور من (مقصلة) الراتب و(محرقة) الرصيد، مهما حاولنا أن نتعامى عنها إلا أنها تمثل واقعًا نحن معه في أشد حاجة إلى أن نعيد (برمجة) حياتنا، وبما يتوافق مع مقدرتنا (المادية)، وأولى خطوة نحو ذلك إيقاف كل ما يندرج تحت بند: أزمات (مادية) نحن من صنعها.. وعلمي وسلامتكم.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»