كتاب

سُرَّاق التغريدات..!!

في عالم «تويتر» كل شيء ممكن، لكن أن يسرق بعضهم تغريدات البعض ومن ثم يمضون وكأن شيئاً لم يكن، فتلك والله مأساة حقيقية يعيشها الوعي مع أولئك اللصوص الفارغين، والمهووسين بالظهور الكاذب أمام الآخر، الذي يكتشف أنه أمام أُناسٍ حمقى يعيشون في عالم آخر، عالم (لا) يمتُّ للحاضر بصلة، هذا الحاضر الذي باتت التقنية تمارس فيه تصوير ورصد كل شيء يتحرك، وتنقل كل الأحداث بتفاصيلها الدقيقة، ولأن للحقيقة وجه يكشف أغطية وأقنعة الزيف عن أولئك المُلوّثين؛ الذين يسرقون أفكار الآخرين وتغريداتهم، ومن ثم ينشرونها في أدوات التواصل، معتقدين أن المتابع أعمى، وأن كذبهم سوف يمر على الناس هكذا مرور الكرام، وأن الكل سوف يُصدِّقهم، لكنهم يكتشفون أن كثير من المتابعين يعرفون كل شيء، ويُصوِّرون تغريداتهم المسروقة، ويردّونها لهم في رسائل قصيرة، يُحدِّثونهم فيها عن كل ما يخص هذه التغريدة..!!

شكراً لصديقي الذي أرسل لي تغريدة لـ»س» من البشر، يعيش معنا على هذا الكوكب، ويُغرِّد معنا في «تويتر»، لكنه -للأسف- يسرق قصص وحكايات وتغريدات من حسابات الآخرين، والذين هم أيضاً يَسرقونها ويُقدِّمونها للمتابعين الذين يتفاعلون معهم، ويُعيدون تغريداتهم المسروقة، ويُعجَبُون بها، ويُعلِّقون عليها، ويَمنحونهم قيمة ومكانة ونشوة مؤقتة، لأنهم يعلمون جيداً أنهم سرقوها!! لكن الأجمل؛ أن بعضهم يخجلون من سرقاتهم، ويضطرون إلى حذفها، وكأن شيئاً لم يكن، لتنتهي حكاية التغريدة التي وُلِدَت مُشوَّهة، وعاشت عمراً قصيراً جداً وماتت خلال ساعتين فقط، وهذه حقيقة بعض الذين يسرقون، وبعض الذين يخجلون، والذين (لا) يخجلون، كل هذا من أجل الشهرة الكاذبة..!!


(خاتمة الهمزة).. الذين يسرقون التغريدات دون تصريح، يقتلون أنفسهم قبل الكلمات، ويحرقون أيَّامهم أمام الملأ في زمن (لا) يُخبئ شيئاً.. وهي خاتمتي ودمتم.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!