كتاب

دفء الأجساد ورحمة العباد

في أدبيَّات لغتنا الجميلة باللهجة الشامية العامية بعض ما كانت تُردده على مسامعنا جدَّاتنا في المساءات الباردة كالتي نقاسي منها هذه الأيام التي انخفضت فيها درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر، لتلزمنا بارتداء الملابس الشتوية.. ومحاكاة للجدَّة مأواها الجنَّة بإذن الله، نرانا نفرك الكفَّين للحصول على قسط يسير من الدفء.. ونردِّد ما كانت تدعونا لمشاركتها وهي تترنَّم بكلمات أنشودة حفظتها منذ صباها عند اشتداد البرد: (حوحو يا بردي، أَشؤشة حطب ما عندي).. -الأشؤشة، جمع أشَّة باللهجة الشامية أي قشَّة-، وينطق حرف (ق) كما ينطق حرف الألف وفوقه همزة، وأحيانًا كحرف الكاف؛ (ك).. والحطب من قديم الزمان، كان مصدر الطاقة وطهي الطعام والدفء في أيام الشتاء.

وكم من بشر نشترك وإيَّاهم في العيش فوق كوكب الأرض، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.. يتضوَّرون جوعًا لقلة ما في اليد، ويرتجفون من البرد لافتقارهم لأدنى متطلبات التدفئة.. ومنهم من كان ينعم بالرزق الوفير، فكفروا بأنعمِ الله فحقَّ عليهم القول ودِّمروا تدميرًا.


وبحمد من الله وفضله وكرمه، تنعم بلاد الحرمين الشريفين بقيادة رشيدة تحكم بشرع الله وسنَّة رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، وترعى حقوق البلاد والعباد... (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)، كما أمرَّ الله تبارك وتعالى بالمحافظة على ثروات المجتمع ومدخراته، وتنميتها لتحقيق المزيد من الرفاهية والازدهار لشعبنا وللأجيال القادمة، وتسهم في العديد من المشاريع والخطط الإنمائية الإقليمية منها والعالمية، سيرًاعلى نهج ما يُروى عن مَن أرسله الله رحمة للعالمين: (وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا دامَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ).. وتلبية لاحتياجات الأمة وتطلعاتها إلى بناء مجتمع آمن ومستقر تتحقق فيه العدالة والمساواة، وتكافؤ الفرص لتتخطَّى الدفء من الأجساد لتعمَّ على العباد.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»