.. وحل شهر الخير والبركات

ودارت الأيام، وتتابعت فصول السنة من شتاء إلى ربيع ومن صيف إلى خريف، مصداقاً لقوله تعالى في محكم التنزيل: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).

وحل شهر رمضان، شهر الخير والبركات، وهو الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وشهر تشهد فيه دور العبادة إقبال المصلين والمتعبدين والمعتكفين من أهل الجوار ممن قدرهم الله على صيام أيام الشهر المبارك وإحياء لياليه بين ذكر وتسبيح وبين متابعين للفضائيات وما تقدمه من مسلسلات ترفيهية على مدى ساعات الليل والنهار.

وبفضل من الله وكرمه تنعم بلد الحرمين الشريفين بالأمن والأمان والاستقرار بحكمة وسياسة ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، رغم ما حولنا وحوالينا من عالم ملتهب بنيران الفوضى الخلاقة وصفاً والهدامة فعلاً تنذر بحرب عالمية ثالثةً وقودها سلاح نووي فتاك لا يبقي ولا يذر الأمر الذي يتطلب حكمة عقلاء العالم وقادته في وقفة حازمة للحفاظ على تراث الشرق الذي أثرى العالم علماً ومعرفةً منذ أن عرف البشر القراءة والكتابة واخترع الصفر والأرقام، فقارتنا وهي بدون منافس قارة أم الحضارات تتعرض اليوم لهجمات شرسة من ناكري الجميل والمعروف ممن ينطبق عليهم قول الشاعر:

أَعَلِّمُهُ الرِمايَةَ كُلُّ يَومٍفَلَمّا اِشتَدَّ ساعِدُهُ رَمانيوَكَم عَلَّمتُهُ نَظمَ القَوافيفَلَمّا قالَ قافِيَةً هَجاني