كتاب

سباق في مضمار (الفلس)..!

* بقدر ما أضافه عصر قنوات التواصل من إيجابيات، إلا أنه بذات القدر أوجد في الجانب السلبي عينات من الناس وجدوا في تلك القنوات ضالتهم؛ فمارسوا من خلالها كل تلك التصرفات التي تمثل انعكاساً لما تنطوي عليه سرائرهم، دون أن يحسبوا أي حساب لما سوف يُقال عنهم، بل أن منهم من (يتعمد) الظهور بما يستثير به الآخرين، والهدف -بكل أسف- البحث عن (الشهرة)، حتى وإن كان وصوله إلى ذلك ليس أكثر من زيادة واحد في قائمة (مشاهير الفلس).

* وفيما يتعلق بما يمثل شأناً (عاماً)، فإن مما يُستغرب أن ذلك الشخص الذي يتواجد في موقع يتطلب منه (الفزعة)، ولو بمجرد أن يكتفي بإفساح الطريق، لا يفعل ذلك بل يُصر على أن (يوثق) الحدث صوتاً وصورة، في وقت (الثانية) تعني للطرف الآخر فرصة حياة، في مشهد يتكرر عند كل حادث، وبما يؤكد على تبلد (المشاعر)، وتصاعد هوس (شهرة) صور وأرسل.


* وفي جانب آخر يتكرر مشهد من لا يقع (زوم) جواله إلا على كل (سلبي)، حتى وإن مر في طريقه على ميادين من إنجازات الوطن، فإنها لا تلفت انتباهه، ولا تثير اهتمامه، ولا تغريه بالنشر، ولا كلمة الشكر، يشاركه في ذلك كل من (يصفق) له تداولاً، وتعليقاً، من معرفات وهمية، هم في واقع الحال يحملون نفس جيناته، وإن مما يثير العجب أن من لديه الاستعداد للتصوير، ومشاركة ذلك، والإسهام في نشره وتداوله، ليس لديه الاستعداد أن يرفع بذلك عبر القنوات الرسمية، وبما يؤكد بكل وضوح ما هو هدفه.

* كما يأتي من لا تفوته شاردة، ولا واردة في شأن ملاحقة، ودعم وتداول مقاطع (التفاهة)، وتكثير عدد متابعي مشاهير الفلس، ولكنه لا يمكن أن يُسهم في دعم كل صوت (مفيد)، حتى وإن كانت تلك الفائدة تتعلق به، وتعكس جانباً من احتياجاته، ثم لا يجد أي حرج في أن يتساءل عن دور الإعلام في إيصال صوته، ذلك الصوت المهتم في قنوات التواصل بكل شيء عدا ما فيه مصلحته، وما يفيده.


* وصولاً إلى من (كشف) ستر بيته، وكل همه عدد المشاهدات، حتى وإن كان الطريق إلى ذلك ما فيه احتقار لكبير سن أو استغلال لبراءة طفل أو انتهاك لخصوصية قريب أو صديق أو تشهير بمن لديه حالة ما تتطلب (الستر)؛ فيُستغل بهدف الضحك عليه أو إضحاك الآخرين، في تصرفات يقوم بها من يعتقد الوصول دون يتأكد من الاتجاه.

* إنه واقع بكل أسف في ظل سيادة قنوات التواصل راج سوقه، وارتفعت أسهمه، وكثر رواده، حد الاقتراب من الظاهرة، وهو ما يتطلب وقفة تعيد (وعي) أولئك إلى صوابهم، أقول ذلك لأننا اليوم أمام واقع شئنا أم أبينا أصبح يُسهم في تشكيل (الثقافة)، تلك الثقافة التي نحتاجها نعم، ولكن عندما تكون ممسكة بلبنة البناء، لا مجرد سباق في مضمار (الفلس).. وعلمي وسلامتكم.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!