كتاب

مجتمع عالمي متعدد الأقطاب

لم نعرف في سنوات طفولتنا غير عيدين، العيد الصغير وهو عيد الفطر والعيد الكبير وهو عيد الأضحى، في العيد الصغير نتلقى العيديات من الوالدين ومن كبار العائلة سناً ومقاماً، غالباً ما تكون العيدية قروشاً أو ريالات فضية حسب إمكانيات مهديها المالية وعمر المهدى إليه، وكان بجانب بيتنا جار يبيع الأقمشة وتتجمع عنده في نهاية الموسم قطع قماش صالحة للتفصيل ملبوسات للصغار وللكبار يوزعها على جيرانه من ذوي الدخل المحدود من باب الصدقات، تجتهد الأمهات والأخوات في تفصيلها ثياباً لأفراد العائلة مع حلول أول أيام العيد.

يومها لم تكن تجارة الملبوسات الجاهزة قد دخلت أسواقنا ولم نشاهدها معروضة في واجهات المعارض إلا بعد الشتات الفلسطيني إثر نكبة 1967 ولجوء الإخوة الفلسطينيين إلى دول الجوار ناقلين معهم تخصصاتهم في التجارة والتسويق والاستيراد والتصدير.


ولضيق ذات اليد عند غالبية السكان في ذلك الزمان ظهرت تجارة الملبوسات المستعملة في أسواق البادية والقرى لجودتها وانخفاض سعرها وجودة صيانتها وهم أهالي الدول الأوروبية ممن اغتنوا بعد سنين من ضيق ذات اليد بفضل إغداق الولايات المتحدة الأمريكية عليهم بالأموال وفقاً لمشروع مارشال الاقتصادي لإعادة تعمير أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانيةً الذي وضعه الجنرال جورج مارشال رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي أثناء الحرب العالمية الثانية ووزير الخارجية الأمريكي منذ يناير 1947 والذي أعلنه بنفسه في خطاب أمام جامعة هارفارد وكانت الهيئة التي أقامتها حكومات غرب أوروبا للإشراف على إنفاق 12.9925 مليار دولار أمريكي قد سميت (منظمة التعاون والاقتصاد الأوروبي) وقد ساهمت هذه الأموال في إعادة إعمار وتشغيل الأيدي العاملة.

اليوم، وفي عالمنا العربي العديد من الدول التي تعاني من تردي الأوضاع الاقتصادية فيها نتيجة عوامل عديدة منها البيئية من جفاف وندرة المياه ومنها التصارع على السلطة في حروب بالوكالة عن دول استعمارية كبرى تزيد في عدد الفقراء المحرومين من أبسط متطلبات العيش الكريم، وقد دعت قيادة بلاد الحرمين الشريفين بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وبخطة عمل صاغها وينفذها ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان قادة الدول العربية لاجتماع عقدته مؤخراً في مدينة جدة وضعت فيه خطط تعاون اقتصادي فيما بينها يكون مقدمة لمجتمع عالمي متعدد الأقطاب يخدم مصالح كل دولة من دوله بعيداً عن القطب الأوحد الذي استأثر بقيادة العالم منذ الحرب العالمية الأولى، وعادت بلد الحرمين الشريفين تلم شمل الامتين العربية والإسلامية والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»