كتاب

النوافذ المحطمة.. لضبط إيقاع المجتمع

* نظرية النوافذ المحطمة وضعها الأستاذان في علم الجريمة (جيمس ويلسون، وجورج كيلنج) في العام 1982م، وهي مبنية على قاعدة في علم النفس البشري تقول: (بأن الإنسان لديه قدرة وحب للانضباط والالتزام بالقوانين والآداب العامة، إذا توفرت له البيئة المشجعة على ذلك، ولكنه سرعان ما ينفك من هذا الالتزام إذا رأى الانفلات من حوله)!.

*****


* النظرية تقوم على أن (بقاء النوافذ المكسورة في الشوارع، سيشجع المارة على كسر المزيد منها عبثاً، ثم سيأتي الذي يحطم نوافذ السيارات، ثم يتحول ذلك العبث إلى جرأة؛ ليتم اقتحام البيوت وسرقتها أو إتلافها، وهكذا تكبر كرة الثلج)؛ باختصار النظرية ترتكز على عبارة بسيطة -نرددها دائماً- (النار من مستصغر الشرر)!.

*****


* (تلك النظرية) التي صنعت ثورة في علم الاجتماع، سبق وكتبت عنها في هذه الزاوية، وقد استحضرتها ذاكرتي وأنا ألحظ في طريقي الدائم لمنزلي أحد الكافيهات وهو يزدحم صباح مساء بتجمعات غريبة من الشباب والفتيات، الذين أغلبهم من المراهقين والمراهقات، والذين أراهم في هيئات غريبة من اللبس وقصات الشعر من الجنسين، والتي أجدها تصادم الثوابت من قيم المجتمع، وتعارض بشدة قانون أو لائحة الذوق العام!.

*****

* وهنا تأتي أهمية حضور (نظرية النوافذ) المحطمة؛ لمواجهة مثل تلك التجمعات المريبة في (كافيه بعينه دون غيره)، وما يصاحبها من تحركات ومظاهر غريبة؛ والتي قد يراها البعض بسيطة، ولكن السكوت عليها ربما أدى أن يتبعها -لا سمح الله- ما هو أكبر من التجاوزات في هذه الميدان.

*****

* أيضا الحضور الواسع لـ(مجتمعنا) في مواقع التواصل الحديثة؛ ينادي بالتطبيق الجاد لـ(تلك النظرية) في حساباتها ومساحاتها للتصدي لبعض الأطروحات؛ التي تحمل نعرات أو شعارات عنصرية، (طائفية كانت أو قبلية أو مناطقية أو عصبيات رياضية)، وخير شاهد؛ ما حدث قبل أيام من خروج عن نص الوحدة الوطنية في إحدى (مساحات «تويتر» الرياضية)!.

*****

* باختصار، ومع إيماننا وتقديرنا للجهود الكبيرة للمؤسسات المعنية؛ وإخلاص منسوبيها في ضبط إيقاع المجتمع، هذه دعوة صادقة للأخذ والالتزام بـ(نظرية النوافذ المحطمة)، في مختلف الساحات والمنتديات والفعاليات العامة؛ بالعقوبات الصارمة على الصغائر، حتى لا تتحول شيئاً فشيئاً بالتهاون؛ إلى أن تكون ظواهر، تتلوها كبائر، وسلامتكم.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!