كتاب

الصاعدي.. وحفلات التخرج!!

لاقى مقالي الأسبوع الماضي عن «حفلات التخرج» الكثير من الردود، التي سعدتُ بها.. وكان من ضمنها رد الأستاذ «عماد الصاعدي» مدير فرع هيئة الصحفيين السعوديين بمنطقة المدينة المنورة.. حيث أتى رده كالآتي:

أسعد الله أوقاتكم بكل خير أ. محمد، لاشك أن الموضوع واختياره في محله، وقد أوصلتم الصوت من خلال هذا المقال، فالهدف خرج عن ذاته، ففي التعليم صارت هناك كماليات تثقل كاهل الأسر، والآباء المساكين.


حضرتُ إحدى احتفالات المدارس الخاصة، وكان هناك تكلُّف مُبَالَغ فيه، وفقرات بعيدة عن المضمون والهدف، ولا نلومهم، فالمسألة صارت مادية بحتة ومنافسة شرسة بين الملاك، لإثبات من هو الأكثر انتشاراً.

وقد أعجبتني عبارة من مقالكم هي: (أن طالب الثانوي يجد مقعداً في الحفل لكنه قد لا يجده في الجامعة).. وهذا يعطي مدلولاً وأبعاداً كبيرة بأن الأمر صار بهرجة وتقليد، غير أن الطالب يفرح قبل أداء اختباراته.


وبعيداً عن الفصول الدراسية الثلاثة، الوضع بالمدارس أصبح تحصيل حاصل، وفي الأخير حفلة تخرُّج، والتي قد تكون إلزامية في السنوات القادمة، إذا ما رسَّخنا أن مفهوم التعليم هو إخراج جيل متمكن من مهاراته، والتكيُّف مع متطلبات سوق العمل؛ في ظل التدني في قبول الجامعات للطلاب، والحل قد يكون في معرض افتراضي: تعلُّم بعض المهن، لأنها هي الأساس، وتأصيل ذلك من خلال التطبيق الواقعي بزيارة إلى منشأة مهنية أو زراعية أو صناعية.

وللأسف.. الشهادة أصبحت لا قيمة لها، وقِس على ذلك في المرحلة الجامعية، صارت بعض الاحتفالات -خاصة من ولي الأمر- وهذا ما شكاه لي زميلي، وهو يأخذ رأيي في أن زوجته تفرض عليه إقامة مناسبة لبنته في المرحلة الجامعية، وأنه لابد من حضوره للاستراحة، وتصوير مشهد له وهو يُقدِّم لابنته هدية ويُعانقها.. وفي هذا ما يحرجه من التصوير وظهوره في الصورة، فأشرتُ عليه بأنه ما دام وافق على الاستراحة، فليُكمل ذلك، فيأتي ويُقدِّم هدية فقط من غير ظهور، لأن الأمر وصل مرحلة الضغط عليه من زوجته بالانفصال.. والواقع أننا نعيش مرحلة اجتماعية صعبة، والسبب هو مواقع التواصل الاجتماعي الجديدة سناب شاب، وتيك توك، وغيرها، والتي أصبحت مسرحاً لتنفيذ هذه العادات.

وجزاكم الله خير الجزاء، فمقالكم عن حفلات التخرج، من المقالات الواقعية لوضعنا الاجتماعي.

* خاتمة:

يقول أحد مديري المدارس رداً على مقالي: إن حفلات التخرج ليست اجتهاداً من أحد، بل هو توجيه رسمي من وزارة التعليم.

هنا لابد أن يتوقف قلمي، لنرى التوضيح والهدف؛ من مسؤولي التعليم في بلادنا.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!