كتاب

تصوير الضيف.. صار محتوى!!

في زمن الجوع، كان الكرم إيثارًا على النفس، كانت الحياة عبارة عن تحدّي مع الموت، الموت عطشاً، الموت جوعاً، الموت مرضاً، ومع ذلك كان إكرام الضيف واجبًا مُقدّسًا، إن غاب الرجل كانت المرأة مكانه، تُكرم ضيف البيت بما جاد الله عليهم وأكثر.

وعندما كُنا بدواً رُحَّلْ، كان من عادات قبيلتي قبيلة (الظفير) إطفاء (السِرَاجْ) عن (كرامة) الضيف، بحكم الجوع والتعب، وحتى يأخذ راحته في الأكل، ولأسباب أكثر.


تربينا وزُرعت هذه الفكرة في صدورنا، لكنها تغيّرت قليلاً، أصبحنا نُكرم دون أن نضع كاميرات الهواتف على وجه الضيف، ودون أن نُصوِّر حديثنا عن ترحيبنا به، وكاميرات هواتفنا تتجول بين 'الذبيحة' وبين وجه هذا الضيف، الذي بلا شك سيكره موقفاً كهذا، تصوير الضيف شيء غير مُحبب، فلا يمكن أن نتقبل فكرة تصوير رجل والأكل أمامه، والحديث عن كرمنا، وأنه يستحق ما قُمنا به!!.

اليوم نرى مشاهد لتصوير الضيوف والأكل أمامهم، وكأنهم مُحتوى إعلامي هم بحاجة له، تصوير كرامتك لضيوفك شيء لا يمكن تفسيره، لم يأتِ الناس من بيوتهم جوعى، حتى يتم تصويرهم أمام الكُل.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!