كتاب

القاضي الرحيم!!

مَن منَّا لا يعرف القاضي الأمريكي (فرانك كابريو)، رئيس قضاة محكمة بلدية مدينة (بروفيدنس)، في ولاية رود آيلاند الأمريكية؟ فقد اكتسب القاضي (كابريو) شهرة عالمية بعد انتشار مقاطع فيديو كثيرة له على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت تُظهر جلسات لمحاكمات أغلبها لمهاجرين جاءوا إلى أمريكا، طلباً لتحسين وضعهم المعيشي، تميزت محاكماته بالرأفة والرحمة واللين، وبالتماس الأعذار للمتهمين، مع حضور روح الدعابة والنكتة في جلساته، لدرجة أنه لُقِّب بـ (القاضي الرحيم)، لكثرة مواقفه الإنسانية الرحيمة، وانحيازه لجانب الضعفاء والفقراء والمحرومين.

من هذه المحاكمات، قضية الأمريكي من أصول مصرية، والذي يعمل سائقاً لسيارة أجرة، فقد أوقف سيارته عدة مرات في أماكن غير مخصصة للوقوف، أدى ذلك لحصوله على عدة مخالفات مرورية، لكن القاضي ألغى عن السائق المصري كل المخالفات المرورية بعد أن علم بظروفه المادية الصعبة، معللاً ذلك أن الرجل مجتهد، قدم من بلاده محاولاً كسب لقمة العيش.


وفي أحد المحاكمات، ظهر القاضي وهو يبرئ رجلاً عجوزاً يبلغ من العمر 96 عاماً، من أداء غرامة مالية بسبب السرعة المفرطة التي كان يقود بها مركبته أمام إحدى المدارس، لأنه كان وقتها يحمل ابنه البالغ من العمر 63 عاماً، المصاب بمرض عضال، إلى أحد المستشفيات لإجراء فحص دموي.

ومنها قضية اللاجئ السوري، ذي الثمانين من العمر، الذي ركن سيارته في مكان ممنوع، وأثناء المحاكمة شرح اللاجئ السوري حيثيات ارتكابه للمخالفة، مبيناً أنه ركن سيارته لاقتناء وجبة العشاء، وأن الأمر لم يتعدَ العشر دقائق، قبل أن يختم كلامه بطلب المساعدة من القاضي، الذي قال له: ما الذي تريدني أن أفعله؟ فقال اللاجئ للقاضي: أحتاج مساعدتك لإلغاء الغرامة، مضيفاً: أريد المساعدة لبلدي ولكل أبنائه، لأن كل شيء هناك قد تهدَّم.


أثار كلام اللاجئ السوري مشاعر القاضي (كابريو)، الذي قال - قبل أن ينهي جلسة المحاكمة بإسقاط الدعوى عن اللاجئ السوري وإعفائه من دفع الغرامة-: عندما نقف وجهاً لوجه أمام الأشخاص المتضررين مما يحدث في ذلك الجزء من العالم، فإن الأمر يكون مؤثراً للغاية، يدفعنا لفتح أعيننا على ما يحدث، ولنتذكر أننا جزء من هذا العالم، فكل واحدٍ منَّا لديه أسلاف، قدموا من أماكن أخرى.

وهناك الكثير من الحالات التي أثارت عطف ورحمة هذا القاضي الرحيم، من بينها إعفاؤه سيدة مسنة من تأدية غرامة مالية قيمتها 50 دولاراً، بعدما علم أنها لا تملك سوى 55 دولاراً، وقال لها: 'لن أدعك تغادرين وليس بحوزتك سوى 5 دولارات'. كم أحوج عالم اليوم لمن يفهم فن القضاء كما فهمه القاضي (فرانك كابريو).

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!