كتاب

«IN TIME» يحذِّركم من لصوص الزَّمن!!

في ذلك البلد، «الزَّمنُ» هو العملةُ الوحيدةُ التي يتداولها النَّاسُ لعمليَّات البيع والشِّراء -كافَّة- لأيِّ شيءٍ، وكلِّ شيءٍ، مثلًا «الزَّمن» قيمةٌ للأكل والشُّرب، وأُجرة المنازل، ووسائل النَّقل، وهو المقابل الذي يحصل عليه الممارسُونَ لأعمالهم أيًّا كانت، وتزداد قيمة وأهميَّة (الزَّمن) في حياة أولئك القوم؛ لأنَّ العُمرَ الافتراضيَّ لأحدهم «ذكرًا كان أو أُنثَى» (25 عامًا)، يموت تلقائيًّا وحالًا عند بلوغه، إلَّا إذا استطاع زيادته عن طريق العمل وشِراء المزيدِ من الدقائق والأيَّام والسنواتِ.

*****


* (الزَّمنُ) هو ما تدورُ عليه تفاصيل اليوم عند البشر في تلك البلاد، فكلٌّ منهم يراقبُ ما تبقَّى من عمره عبر ساعة رقميَّة تظهر على ذراعه، وفيما الفقراءُ والبسطاءُ يبحثون صباح مساء عن دقائق تجعلهم ضمن الأحياء، فإنَّ طائفةً من الأغنياء في مدينة أُخْرَى يملكُونَ مئاتٍ بل الألوفَ من السَّنوات؛ حصلوا عليها لرفعهم الأسعار على الفقراء، أو لسطوهم على أعمارهم، أو لممارسات غير شرعيَّة يقومون بها.

*****


* ذلك العالمُ الافتراضيُّ ترصده حكايةُ الفيلم السينمائيِّ

(IN TIME)، الذي شاهدتُه صدفةً قبل أيَّام، وفيه البطل الذي يعيش في الجانب الفقير جدًّا، يفقد أمَّه بانتهاء زمنها قبل وصوله إليه ليمنحها (وقتًا إضافيًّا من عُمره)، وفيما هو غارقٌ في بحر أحزانه، يجد شابًّا قد يئس من حياته، فيعطيه (قرْنًا) من الزَّمن مكافأةً له؛ لأنَّه أنقذه من مجرمين يحاولُون سرقة زمنه.

*****

* بطلُ الفيلم أفادَ من الزَّمن الطويل الذي معه، في الوصول إلى مدينة الأغنياء، واختراق مجتمعهم المخمليِّ، ومن هناك بدأ رحلةً شاقَّةً وعنتريَّةً للأخذ من أعمارهم ومنحها للفقراء، وهو ما نجح فيه رغم مطاردته من (شُرطة الزَّمن، وكذا لصوصه).

*****

* هذا الفيلمُ وإنْ كانت حكايته أسطوريَّةً، إلَّا أنَّه يحمل العديد من الرَّمزيَّات والرَّسائل التي منها: أهميَّة (الوقت) في حياة الإنسان (أيِّ إنسانٍ)، وأنَّه كنزٌ يجب أنْ يحافظ عليه، وأنْ يستثمره فيما يُفيده ويخدم مجتمعه ووطنه، وأنْ يحميه من السَّرقة، أيًّا كان اللٍّص: (مواقع التَّواصل ومشاهيرها، أو تجَّار المخدِّرات، أو صحبة السوء، وغيرهم من الحراميَّة)، ويبقى هذه دعوةٌ لنشر ثقافة استثمار الأوقات في شرايين المجتمع بكلِّ أطيافه وفئاته، من خلال مختلف المنابر والمنصَّات.

أخيرًا صـدقَ شوقي وهو يُردِّدُ:

دقَّاتُ قَلْبِ المَرْءِ قَائِلةٌ لََهُ

إِنَّ الحَيَاةَ دَقَائِقٌ وَثَوَانِي

aaljamili@yahoo.com

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!