كتاب

خدمة التوصيل.. إلى متى؟!

بالأمسِ إنْ أردتَ ولو قارورة ماء، تذهبُ ماشيًا أو راكبًا إلى البقَّالة الأقرب لبيتك؛ لتقضي مشاويرَكَ وطلباتِ بيتكَ بنفسك، أو إنْ أصلحَ اللهُ لك أحدَ الأبناء، كفاكَ مشقَّة المشوار.

الآن كسلٌ.. وخمولٌ.. وشكوَى من انتهاءِ الرَّاتب بأسرع وسيلةٍ.. وكأنَّه لا يعلمُ أين يذهبُ راتبُهُ الشهريُّ؟.


«الرَّاحة مقابلُ المالَ»، أصبحتْ هذه العبارة شعارًا لكلِّ بيتٍ، بل إنَّه أحيانًا يكسلُ الطِّفلُ، أو الشَّابُّ عن القيام من أمام التلفاز، أو البلايستيشن من أجل خدمةِ نفسِهِ، أو الخروج من المنزل لشراءِ وجبةٍ، أو شيءٍ آخرَ يسدُّ به رمقَهُ.. وقد يُحدِّث نفسه قائلًا: هناك مَن يخدمُنِي بضغطةِ جوَّال، من مندوبي التَّوصيل، الذين يأتُونَ إلى باب المنزل، أو مكان عملِكَ برنَّة جوَّال، وراتب والدي يكفِي الحاجة وزيادة.. فلماذا لا أستغلُّ هذه الميزة؟!.

ليست هنا المشكلةُ.. ولكنَّ المشكلةَ أنَّنا أصبحنا نفتقدُ أيضًا لخصوصيَّةِ الحياة، وربما هناك ثغراتٌ أمنيَّةٌ تُساعد ضعفاء النُّفوس على اختراقِ المنازل وأسرارها، وربما العبث بها.. خاصَّةً أنَّ تنظيم التَّسجيل بشركات التَّوصيل يسمحُ للمقيمين بأنْ يمتهنُوا التَّوصيل، كوسيلةٍ سهلةٍ لكسب الرِّزق، رغم أنَّ فتح هذا الباب كان من البدايةِ للسعوديِّين، لفتح باب رزقٍ كريمٍ للخرِّيجين منهم، وكذلك للشَّباب الجامعيِّ الطَّموح؛ لتحسين مصدرِ رزقِهِ.


توصيل الطلبات أصبح أمراً واقعاً وملازماً لكل بيت، لابد منه مع حالة الكسل التي تسود مجتمعنا مع الأسف.. ولا مانع من أن يمتهنها الشاب السعودي الذي يبحث عن عمل مناسب، ولم يجد، ولكن يجب ألا يمتهن التوصيل سباك أو عامل استطاع أن يحصل على سيارة لممارسة عمل لم يستقدَم من أجله.

* خاتمة:

امتلاكُ السيَّارات بالنسبة لبعض المهن ينبغي أنْ يُقنَّن، فقد ازدحمت الشَّوارع بشكلٍ مرعبٍ، وتسبَّب هذا الازدحامُ في تعسُّر حركةِ المرورِ في كثير من المدن.. فالعاملُ العاديُّ في بعض المجتمعات، لا يُسمحُ له بالقيادة، بل يستخدم وسائل المواصلات العامَّة.. إلَّا أنَّه في مجتمعنا، بثلاثة آلاف ريال فقط، تمتلك سيَّارة، وتصبح مندوبَ توصيلٍ عليكَ القيمةُ!!.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!