كتاب

أولئك المشاهير.. وحكاية ذلك الحمار وبرْدعته!

* هذهِ حكايةٌ تتحدَّثُ عن (رجلٍ)؛ اعتادَ أنْ يقفَ بجوارِ أحدِ المعالمِ السياحيَّةِ المشهورةِ في بلادِهِ، والتِي يزورُهَا السَّائحُون من مختلفِ دولِ العالمِ، حيثُ يعرضُ (حمارَهُ الهزيلَ للبيعِ)، فيمَا تحرصُ نخبةٌ من أولئكَ الزوَّارِ على شرائِهِ، وبالتَّالِي فهُم يرفعُون سعرَهُ إلى أضعافِ أضعافِ ما يستحقُّهُ، ولكنَّ (الرجلَ) يرفضُ بيعَهُ، حتَّى يصلَ إلى المبلغِ الذِي يستهدفُهُ، حينهَا وبعدَ أنْ يقبضَ الثَّمنَ، يسلِّمُ (الحمارَ فقطْ) لمَن اشتراهُ، ويأخذُ (البردعةَ) التِي عليهِ، وعندمَا يطالبُ بهَا (المشترُونَ) يرفضُ، مؤكِّدًا: (لستُ غبيًّا)، فأنتُم دفعتُمْ كلَّ تلكَ المبالغِ من أجلِهَا؛ لأنَّكُم تعرفُون أنَّها قطعةٌ أثريَّةٌ تاريخيَّةٌ تساوِي الكثيرَ من المالِ، (وأنَا) بهَا بعتُ العشراتِ من (الحميرِ) على أمثالِكُم.

*****


* تلكَ الحكايةُ حملتهَا إحدَى حلقاتِ المسلسلِ السوريِّ القديمِ والرائعِ (مرايَا)، وقد تذكرتُهَا وشريحةٌ واسعةٌ من المجتمعِ، أصبحتْ تهتمُّ جدًّا بمتابعةِ (مشاهيرَ مواقعِ التواصلِ)، وتبتاعُ كلَّ ما يُروِّجُون له حتَّى ولوْ كانَ رديئًا، والأخطرُ إعجابُهم بتفاصيلَ حياتِهم التِي ينقلونَهَا في بثٍّ مباشرٍ على مدارِ السَّاعةِ؛ إذْ أصبحتْ معيشةُ (أولئكَ)؛ الأنموذجِ الأمثلِ الذِي يبحثُ عنهُ المتابُعون لهُم، (خاصَّةً) الشَّبابَ والفتياتِ!.

*****


* وهنا، بالتأكيد هناك فئة من (أولئك المشاهير) محترمة في ذاتها، وفيما تطرحه، ولها التقدير كله، ولكن (أغلبهم) -كما أكدت ذات مقال- يصنعون حياة رائعة ومغرية للمتابعة والشراء -تساعدهم في صناعتها شركات تسويق- وذلك لتكون حياتهم ذات قيمة مثل (تلك البردعة)، فيما حقيقة معيشتهم كـ(ذلك الحمار المريض والهزيل)، فهم يعيشون مآسي وخلافات وصراعات اجتماعية ونفسية، ومنهم الذي يرتكبُ التجاوزاتِ بشتى صورها في ممارساته اليومية، وهناكَ العديدُ من الحوادث التي أكدت علَى ذلكَ، وما خفي أعظمُ!!.

*****

* ثمَّ لتتأكدُوا بأنفسكُم من تلكَ التي أراهَا مسلَّمةً، دقِّقُوا النَّظرَ في حساباتِ (بعضِ) مَن هُم في محيطِ علمكُم، وقارنُوا بينَ حقائقِهم التي تعرفونَها عنهُم وعن أخلاقياتِهم، وبينَ أطروحاتِ حساباتِهم وتغريداتِهم؛ ستجدونَهم منظِّرين (فقطْ). ويبقَى، صدِّقُوني (الحياة في مواقعِ التواصلِ ما أكثرَ كونهَا زائفةً)، فيمَا (الغالبيةُ من مشاهيرِهَا) مجرَّد ممثِّلين أو مشخصاتيَّةٍ يصطنعُون المثاليَّةَ، فأرجُوكم احذرُوا، ونبِّهُوا ناشئتَكُم، وسلامتكُم.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!