Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

العين بالعين والسن بالسن!

للإنسانية معانٍ وأبعاد عدة يتطلب شرحها وتفسيرها مجلدات، فقد خلق الله الإنسان وجعله مسؤولًا عن أفعاله وأقواله، محاسب عليها، قصّر فيها أو لم يُقصِّر، والعلاقات بين الناس وبعضهم تحكمها الرحمة والرفق، وهم

A A
للإنسانية معانٍ وأبعاد عدة يتطلب شرحها وتفسيرها مجلدات، فقد خلق الله الإنسان وجعله مسؤولًا عن أفعاله وأقواله، محاسب عليها، قصّر فيها أو لم يُقصِّر، والعلاقات بين الناس وبعضهم تحكمها الرحمة والرفق، وهما صفتان من صفات الخالق عز وجل وضعهما الله في قلب كل مؤمن، وجعلهما الرابط الذي يحكم علاقة الإنسان بأخيه الإنسان.
ما حدث لمعاق عفيف قليل من كثير.. هزّنا المشهد؟.. نعم، تفاعلنا معه؟.. نعم، وليعلم المسؤولون أن قضيته واحدة من ألف نسمع عنها ونراها في مستشفياتنا ومنازلنا وشوارعنا، فهل تكفي الرقابة بالكاميرات حتى نكتشف ما يحدث خلف الجدران وعلى الطرقات؟!
نحن نعلم أن أضلُع هؤلاء الجبابرة تشرّبت الجبروت والظلم والطغيان، وغابت عن ضمائرهم الخشية من الله، ولكنّا أبينا إلا أن نلقي عليهم مسؤولية رعاية العجزة والمرضى والمحتاجين لخدمتهم من أمهاتنا وآبائنا وأبنائنا، فما كان منهم إلا أن تفننوا وسلّطوا عليهم كافة أصناف التنكيل والتعسف اللا إنساني.
أما نحن فقد اقتصر دورنا على المراقبة من بعيد، ننتظر أن ترصد الكاميرا مشهدًا! حتى نحاسب.. ولكن ما خفي كان أعظم وأبعد من مراقبة الكاميرا لها!.
فكم من أبواب موصدة استترت خلفها تلك النماذج من العمالة الباغية الممزوجة دماؤها بروح شيطان مريد؟، وكم من مريض ومعاق وشيخ كبير وطفل صغير لا حول لهم ولا قوة اكتوى بسياط جورها؟.
لا يغيب عن المستقدمين لهذه العمالة البيئات المتباينة التي أتوا منها، فهم لم يحاولوا يومًا قبل أن يدرجوا شرط الفحص الطبي لوضعهم الصحي أن يضيفوا شرطًا آخر لا يقل أهمية عن سابقه ألا وهو الاتزان النفسي لسلوكهم الإنساني في علاقاتهم وتعاملهم داخل المهنة وخارجها.
إلى متى ستظل الإجراءات التي تُتخذ ضد هؤلاء غير رادعة بما يكفي لهم ولأمثالهم، إلى متى سيظل الحال على ما هو عليه يتفاقم كل يوم ويستشري؟!، فمنذ سنين وصفحات الجرائد والناس جميعهم يستصرخون المسؤولين للحد من استقدام هكذا عمالة، ومنذ سنين لم تردعهم العقوبات ولم تكفهم عن الجنوح والتلاعب والتضليل، حتى ضجت بأفعالهم السماوات والأرض.
مرصد..
من أمن العقوبة أساء الأدب.. والعقوبة مع هذه الفئة من العمالة السيئة ينبغي أن تكون على قدر أفعالهم، فلا ترحيل ولا سجن قبل أن يُنكّل بهم مثلما نكلّوا بهذا المعاق. فالعين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم.
Ksa.watan@yahoo.com
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store