«مَدين» من المسؤول عن إهمال اسمها وتاريخها من مناهجنا؟

كانت مَدين أو مدينة نبي الله شعيب عليه السلام في المقررات الدراسية في المملكة لفترة طويلة، وقد دَرَسَتها الأجيال ثم حذفت، علماً بأن تاريخها ثابت تم تناوله في كتب المؤرخين ولاسيما كتب مؤرخي طرق الحج من بدايات الحج في التاريخ الإسلامي وأن مدين وما جاورها والتي كانت تدرّس في المقررات ويحفظها الطلاب هي مكان نبي الله شعيب عليه السلام عندما جاءه موسى عليه السلام، بل وكانت بعض الآبار الشهيرة التي يستسقى منها الرعاء في عهد شعيب عليه السلام ومنهم ابنتا نبي الله شعيب عليه السلام وكانتا لاتستسقيان حتى يصدر الرعاء وذلك من خلقهن حيائهن وسقى لهما موسى عليه السلام، إنها مدين حيث أصحاب الأيكة. هذه المعلومات عن مدينة مَديَن كانت تدرّس بالطلاب وفي مناهجهم قبل ثلاثة عقود تقريباً ثم حذفت وقد أكد علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر وقد كان قاضياً في (ظبا) لفترة قصيرة قديماً تلك المعلومات كما وصف مَدين وزارها (1390هـ) ويذكر أن الموقع لنبي الله شعيب عليه السلام كما يؤكد ذلك كل كتّاب الرحلات (رحلات الحج) ويطلق على الموقع أو بالقرب منه حالياً (البَدع) كما ذُكِرَ ذلك في السيرة النبوية ويؤكد الشيخ حمد الجاسر أيضاً أن (عينونا) و (بدا) بلدة النبي شعيب عليه السلام وأضاف بأن لـ (فِلبي) مؤلف سماه (أرض مدين) ويضيف أن المؤرخين يكادون يجمعون أن هذه البلاد هي بلاد مدين وأن تلك الآثار والمشاهد فيها هي آثارها، بل يرى بعضهم أن قبيلة جُذام القحطانية الأصل التي استوطنت المنطقة إلى ما بعد ظهور الإسلام هي بقية مَدين وأن النبي شعيباً عليه السلام من بني وائل الجذاميين أخذاً بالأثر المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لوفد جذام (مرحباً بقوم شعيب وأصهار موسى..) وتاريخها ثريٌّ بالمعلومات، كما كتب المؤرخون عنها كثيراً، أما الآن فالمعلومات عنها سطرٌ واحدٌ (مغاير شعيب وهي كهوف وأضرحة نبطية محفورة بالصخر). ولاعبارة غيرها فكأن هذه الأضرحة والكهوف وما مرّ بها من تاريخ قد أهملت أو انتقلت أهميتها إلى موقع آخر وهذه العبارة مهداة إلى المسؤول عن المعلومات الحقيقية عن آثار الوطن الغالي.