Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حقائق وأرقام عن الرأسمالية

مشكلة الرأسمالية لا تكمن في إهمالها الزراعة وفي مبالغتها في الاعتماد على الصناعة بوصفها أهم أدوات الإنتاج.

A A
مشكلة الرأسمالية لا تكمن في إهمالها الزراعة وفي مبالغتها في الاعتماد على الصناعة بوصفها أهم أدوات الإنتاج. مشكلة الرأسمالية الحقيقية وبشاعتها اللا متناهية، تكمن في أن النسبة الكبرى من الإنتاج الصناعي لا تلبي احتياجات الناس. وهذا يعني أن كل ما يعانيه العالم من تبديد لمصادر الطاقة ومن تجريف للأراضي الزراعية ومن تقليص لمساحة الغابات ومن تهديد للحياة الفطرية والمناخ الكوني، يذهب في الأغلب هدرا.
وحشية الرأسمالية الأكبر تتجلى في اعتمادها على صناعة الحروب كوسيلة لتدوير رأس المال. ولذلك يحتل الإنتاج الحربي حيزا كبيراً من مجمل الناتج القومي في الدول الرأسمالية، وبالتحديد في الولايات المتحدة.
حسب تقديرات معهد ستوكهولوم الدولي لأبحاث السلام، بلغ الإنفاق العسكري العالمي في العام ٢٠١٠ ترليونا وستمائة مليار دولار أمريكي! وطبعا فقد كان نصيب الأسد من صفقات السلاح التي غذت الإنفاق العسكري العالمي بهذا الرقم الفلكي، لشركات السلاح الأمريكية الكبرى.
افتعال الحروب أو بمعني آخر صناعة الحروب، وهي في الواقع صناعة دقيقة وقائمة بذاتها، هي إحدى أهم وسائل الهيمنة على مصادر الطاقة في العالم. وهو ما اتضح وبجلاء من خلال آخر حربين شنتهما أمريكا على كل من أفغانستان والعراق.
هذا الواقع يعني أن مصالح لوبي الصناعات العسكرية، يلتقي حد التطابق مع مصالح لوبي الصناعات النفطية. وبالتأكيد فإن اللوبيين لا يتورعان عن استخدام أرواح البشر في سبيل تحقيق مصالحهما ومضاعفة أرباحهما.
في ظل هذه الظروف التي يتم من خلالها تسخير العلم من قبل رجال الأعمال وتجار الحروب، كان ولا يزال من الطبيعي أن يرتفع عدد الجياع في العالم ليصل إلى رقم غير مسبوق هو: مليار جائع.
ليس هناك نظام يجاري النظام الرأسمالي في وحشيته.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store