لَوَّحَ بها نطاقات.. يا شباب

نعم فعلها نطاقات حين لَوَّح بقائمته الحمراء والصفراء والخضراء.. ليُعطي الأمل مجددًا لشبابنا بأننا فعلًا نعمل من أجل توظيفكم كُلٌّ في الموقع الذي يستحقه.. فقد كشفت وزارة العمل النقاب عن أكثر من 100 ألف شركة ومؤسسة تقع ضمن النطاقين الأحمر والأصفر رفضوا توطين الوظائف لديها.. رغم أنه لو وفرت كل منها 5 وظائف فقط للسعوديين لأتاحت الفرصة لتوظيف 500 ألف مواطن ومواطنة.
ويقينًا نعلم أن ذلك يشغل ذهن حكومتنا الرشيدة التي دومًا تضعنا نصب أعينها.. فقد وجَّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- بجميع الحلول لحل مشكلة البطالة بين أوساط أبنائنا.
إلا أن شبابًا كُثر تساءلوا.. متى يأتي الدور علينا؟.. لأقول لهم اليوم جاء دوركم فجدوا واجتهدوا وأنهلوا من العلوم حتى تكونوا على قدر ما يُسند إليكم من أعمال، وتستطيعوا أن تثبتوا أنكم بالفعل الأجدر في مواقعكم.. فقد بادر المسؤولون بوزارة العمل بالقول: إن جميع القرارات التي صدرت من قِبلهم هدفها الرئيس هو الحد من عملية الاستقدام في المملكة.. نعم صَدَقوا فهُم بالفعل يسعون لتوطين الوظائف وإتاحة الفرص للشباب السعودي للخوض في سوق العمل.. مؤكدين أن نية الوزارة تتجه نحو تخفيض الاستقدام من قطاعات محددة أقرها مجلس الوزراء.
فضلًا عن مناقشات جلسات منتدى جدة التجاري لسياسات التوطين؛ التي أوضحت أن إجمالي القوى العاملة في القطاع الخاص ٦ ملايين منهم 4٫7 مليون وافد.. وعليه فإنهم اجتمعوا موصين على دراسة مخرجات التعليم العام والتعليم العالي بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل.. ولم ينسوا الإشادة بما ساهم فيه «حافز» من بناء قاعدة بيانات متكاملة؛ من خلال تطبيق معايير الاستحقاق، التي بدورها ساهمت أيضًا في الربط بين الجهات الحكومية وتوفير قاعدة بيانات دقيقة ومتكاملة ساعدت في التخطيط الإستراتيجي مثل التدريب والتطوير.
وجاءت البُشرى من صندوق الموارد البشرية عن زيادة نسبة الطلب على توطين الوظائف خلال الأسابيع الماضية 40 في المائة بعد تنفيذ الجهات الأمنية ووزارة العمل حملاتها الموجّهة للعمال المخالفين لأنظمة الإقامة في البلاد.. فضلًا عن مليارات الدولارات لدى الصندوق لدعم الشباب على الوظائف مهما بلغت أعدادها.
وفي ظل الدعوة لضرورة التركيز على إنشاء شركات حكومية تستوعب المؤهلين من الشباب السعودي وتعمل على تدريبهم.. فضلًا عن مساهمة برنامج نطاقات في توظيف المواطنين من الجنسين بنسب كبيرة منذ بدايته حتى نهاية 1433هـ.. لنجده قد عمل على توظيف 13٪ منهم في القطاع الحكومي و87٪ في القطاع الخاص.. أما برنامج تأنيث الوظائف فتم من خلاله توظيف أكثر من 126 ألف سيدة سعودية.. وارتفعت أعداد السعوديات العاملات في القطاع الخاص من 55 ألف إلى 600 ألف في عام 2010م إلى نحو مائة ألف في عام 2011م ثم إلى 215840 في نهاية عام 2012م.
ومن اليوم إلى أن يأتي الموعد المحدد للإعلان عن نسب التوطين المطلوبة في نطاقات بعد انتهاء المهلة، والتي نتوقع أنها ستزيد عن النسب الحالية بكثير.. نقول اللهم قوّي أجهزتنا التي تعمل في صالح وطننا، واللهم فقّه أولادنا وبناتنا لكي يُشرِّفونا ويكونوا مثلًا يُحتذى به أمام العالم.. واحفظ علينا نعمة الرخاء والقيادة الحكيمة.