Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الجهاد ضد من ؟!

عقب المذبحة البشعة التي حدثت في مصر إثر محاولة الجناح العسكري للإخوان المسلمين وأنصاره من المنتمين لتنظيم القاعدة اقتحام دار الحرس الجمهوري ، هل هناك من لا يزال يتحدث عن ( الشرعية ) وعن الاعتصامات الس

A A
عقب المذبحة البشعة التي حدثت في مصر إثر محاولة الجناح العسكري للإخوان المسلمين وأنصاره من المنتمين لتنظيم القاعدة اقتحام دار الحرس الجمهوري ، هل هناك من لا يزال يتحدث عن ( الشرعية ) وعن الاعتصامات السلمية وعن صناديق الاقتراع ، وباقي الحجج الواهية التي يشهرها الإخوان وحلفاؤهم في وجه المصريين ؟!
المذبحة المروعة التي استهدفت عناصر الجيش والشرطة ووقع نتيجتها عشرات الضحايا من العسكريين والمدنيين ، جاءت مباشرة بعد تصريح صفوت حجازي من على شاشات التلفزيون بأن الجماعة ستلجأ إلى درجة من التصعيد لا تخطر على بال - يقصد بالطبع ممارسة الإرهاب - لإعادة الرئيس فاقد الشرعية الشعبية محمد مرسي لمنصبه . ومع ذلك فإن أكاذيب الجماعة ما تزال مستمرة ، وادعاءاتهم بانتهاج السلمية لم تتوقف ، فهل هناك من لا يزال يصدق هذا الهراء المغمس بالدم؟!
المذبحة جاءت ضمن سياق مشبوه وتآمري لم يتوقف عند حدود مصر ، ولم ينته في غزة حيث الحليف الذي أصبح يمارس ( المقاومة ) من على أرض سيناء بل إنه امتد ليشمل الطرف الشمالي من الكرة الأرضية ، حيث الراعي الرسمي لحركات الإسلام السياسي في الوطن العربي .
الدور الغريب الذي يمارسه الغرب ، تجاوز حدود التصريحات الرسمية التي وصلت حد التلويح بقطع المعونة العسكرية الأمريكية ، إلى حد ممارسة التضليل الممنهج عبر تغطية المحطات الفضائية والصحافة الغربية المنحازة لجماعة الإخوان ، للأحداث في مصر . لقد وصل الأمر بمحطة سي إن إن الأمريكية إلى عرض صور الحشود التي تجتمع في ميدان التحرير على أنها صور للحشود المؤيدة للرئيس فاقد الشرعية ، فأية درجة من التضليل تلك ، وأي تحالف مشبوه كان ولا يزال يربط بين الأمريكيين المشغولين بالدرجة الأولى بقضية أمن إسرائيل ، وبين الإخوان الذين يتاجرون وبمنتهى التبجح ، بالشعارات المعادية لأمريكا؟
إن الحديث عن الشرعية ( المغتصبة ) على افتراض أنه صحيح ، لا يبرر إسالة قطرة دم واحدة . ودعوني أتساءل هنا بمنتهى الوضوح : تحت أية حجة شرعية وتحت أي مبرر وطني ، تصر الجماعة وحلفاؤها على مهاجمة مقر الحرس الجمهوري بمختلف أنواع الأسلحة ؟ وتحت أية حجة شرعية وبأي منطق وطني يتحدث قادة الجماعة عن الاستشهاد ؟ ما هي طبيعة هذا الاستشهاد ، ومن هو العدو الذين يحاربونه بحثاً عن الظفر بإحدى الحسنيين : النصر أو الشهادة ؟ هل وصل بهم الأمر إلى إعلان حالة الحرب وفتح باب الجهاد لمقاتلة شعبهم الذي مارس حقه في نزع الشرعية من رئيس بدأ عهده بالاعتداء على السلطة القضائية ، التي تعتبر مصدر الشرعية الأول في أي بلد ديمقراطي ؟ هل أعلن هؤلاء الجهاد ضد الإسرائيليين ، أم أنهم وجهوا رصاصاهم وخناجرهم ومولوتوفهم إلى صدور الجيش المصري الذي خاض أربع حروب ضد إسرائيل ؟ أم أن الجهاد ضد إسرائيل لا يجوز باعتبارها حليفاً أصر رئيسهم على مخاطبة رئيسها بعبارة : (( عزيزي وصديقي العظيم )) ؟
إنني أشتم رائحة إسرائيل .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة