Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ماذا لو كان المسجد الأقصى أصنام باميان؟!

في عام 1389هـ (1969م) أقدمت إسرائيل على إحراق منبر صلاح الدين في المسجد الأقصى المبارك، ذلك المنبر الذي صنعه صلاح الدين الأيوبي في الموصل، وارتقاه الخطيب في المسجد المبارك بعد 90 عامًا من الاحتلال، وقد أمات الله خلالها أجيال الهزيمة، وأحيا أجيال التحرير والجهاد، ولم تجرؤ إسرائيل -إذ ذاك- على القول إن إحراق المنبر كان بفعلها، بل نسبته

A A
في عام 1389هـ (1969م) أقدمت إسرائيل على إحراق منبر صلاح الدين في المسجد الأقصى المبارك، ذلك المنبر الذي صنعه صلاح الدين الأيوبي في الموصل، وارتقاه الخطيب في المسجد المبارك بعد 90 عامًا من الاحتلال، وقد أمات الله خلالها أجيال الهزيمة، وأحيا أجيال التحرير والجهاد، ولم تجرؤ إسرائيل -إذ ذاك- على القول إن إحراق المنبر كان بفعلها، بل نسبته إلى رجل معتوه لمقاومة ردة الفعل الإسلامية -إذ ذاك- والآن قد يفتح المسلمون عيونهم ذات صباح فيجدون المسجد الأقصى وقد أُزيل، وقام مكانه الهيكل الثالث المزعوم. المسجد الأقصى المبارك أثر مقدس عند المسلمين، والأمم المتحدة أصمّت الآذان بالحفاظ على الآثار العالمية، ولكن عندما تعلّق الأمر بإسرائيل سكت كل المتكلّمين، لقد أعلنت إسرائيل الحرم الإبراهيمي في الخليل، ومسجد بلال أثرين يهوديين، وها هي الآن تحفر تحت المسجد الأقصى وحوله، وتملأه بالجنود وبالمستوطنين، وتنادي علنًا أنها ستهدمه لإقامة الهيكل المزعوم، فأين الأمم المتحدة؟ وأين اليونسكو؟! لقد هبّ العالم كله ضد حماقة طالبان الأفغانية، عندما هدمت تمثالين ‏لبوذا في (باميان)، وأخرجت الأمم المتحدة كل ما لديها من نظم ‏وقرارات احتجاجًا على ما عدّته تراثًا إنسانيًّا، محتجةً أن هذه الأصنام ‏رمز عقيدة للملايين في جنوب شرق آسيا، فأين هي اليوم والمسجد ‏الأقصى مكان مقدس لربع سكان العالم (1.57 مليار حسب دراسة ‏منتدى (بيو) للدين والحياة الأمريكي).‏ إن استمرت الأحداث بوتيرتها المتسارعة، فإن الصهاينة قاب قوسين ‏من هدم المسجد الأقصى، الذي أصبح معلّقًا بين حفريات تحته ‏وبجانبه، ويجهل اليهود ومن يؤيدهم أن القداسة ليست لجدران المسجد ‏ومنائره وقبابه فحسب، بل للمكان كله، ما بُني فيه المسجد، وقبة ‏الصخرة، وما حوته الساحات، ولو هدمت فإن البقعة ستبقى مقدسة، ‏حتى يأتي صلاح الدين الموعود، وهم عباد الله أولو بأس شديد، فيدمروا ‏كل فساد أحدثه الصهاينة، ويعود للمسجد صلاته، وآذانه، وعبّاده.‏ أيكون التراث الإنساني ثمينًا، يقابل الاعتداء عليه بالاستنكار، إلاّ إذا ‏كان إسلاميًّا، فإلى كل مسلم، وإلى كل عربي، وإلى كل فلسطيني: إن ‏استعادة الأرض المسلوبة لن تأتي هبة من محتل، ولن يُعيدها صمت ‏من متواطئ، ولن تعيدها إلاّ المقاومة لا المساومة، ومهما اشتد ظلام ‏الليل، فإن صبح النصر سيطل إذا صمد الصامدون، ورابط ‏المرابطون، (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى ‏المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا) الإسراء.‏
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store