Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مكتبات طيبة القديمة... أوعية حضارية حفظت أندر المخطوطات

مكتبات طيبة القديمة... أوعية حضارية حفظت أندر المخطوطات

حظيت مدينة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام دون غيرها من مدن العالم بعدد ضخم من المكتبات الوقفية التي تضم المخطوطات النادرة في الحضارة الإسلامية، واتسمت برواج الحركة الفكرية للتدوين والنهل من تعاليم ا

A A
حظيت مدينة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام دون غيرها من مدن العالم بعدد ضخم من المكتبات الوقفية التي تضم المخطوطات النادرة في الحضارة الإسلامية، واتسمت برواج الحركة الفكرية للتدوين والنهل من تعاليم الدين الحنيف.
ومع ازدياد حركة التدوين تكاثر طلاب العلم ونسخوا العديد من المخطوطات وكان لا بد لهذه النوادر من أوعية تحوي هذا النتاج والتراث الإسلامي، وكانت المكتبات هي الوعاء الذي احتضن واحتوى المجلدات العديدة ممثلة في مكتبة المسجد النبوي الشريف ومن ثم بيوتات أهل المدينة المنورة، فالأربطة والمدارس كانت تعنى بأمور الدين وتعليمه وتحفيظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة.
وتسابق علماء الدين وتنافسوا في حفظ كتبهم لتعليم أبنائهم وذويهم ومن ثم للرجوع إليها في المسائل الخلافية والفتاوى، وشهد العصر السعودي الزاهر إنشاء مجمع يحوي هذه المكتبات الأثرية القديمة الموقوفة، فكانت مكتبة المغفور له الملك عبدالعزيز بمثابة مركز علمي وإعلامي ثقافي كبير لتحتوي على هذه النوادر، ومن أبرز مكتبات طيبة القديمة التي ما تزال تمارس دورها في الوقت الحالي:

المكتبة المحمودية
تعد هذه المكتبة ثاني مكتبة بالمدينة المنوّرة بعد مكتبة الشيخ عارف حكمت من حيث المحتويات والتنظيم والشهرة جددها السلطان محمود الثاني سنة 1237هـ – 1821م وألحقها بالمدرسة التي بنيت في عهد قايتباي عقب حريق المسجد النبوي سنة 886هـ - 1481م وتحتوي على (3314) مخطوطًا من المخطوطات الثمينة النادرة، كما تحتوي على مطبوعات حجرية نادرة، وحديثة عددها (3765) مطبوعًا، وجزء من هذه المطبوعات أوقاف شخصية حديثة.
وتتميز المكتبة بكثرة مخطوطاتها في بعض الفنون مثل: التفسير والحديث والفقه الحنفي والحنبلي والتاريخ. كما تتميز كذلك بكثرة المجاميع الخطية التي تحتوي على عدة رسائل في فنون متنوعة لمؤلفين مختلفين تصل في بعض المجاميع إلى أربعين رسالة، أما تواريخ نسخ المخطوطات بهذه المكتبة فتتراوح بين القرنين الرابع الهجري، والثالث عشر الهجري.

مكتبة عارف حكمت
أنشأها في المدينة المنورة سنة 1270هـ - 1853م، الشيخ / أحمد عارف حكمت بن إبراهيم بن عصمت الحسيني، المولود سنة 1200هـ - 1786م، كان يعتني باختيار المخطوطات الثمينة المكتوبة بأيدي أشهر الخطاطين، كما أن بعض المخطوطات الفارسية كتبها بخط يده وبذل في اقتناء كتبه وشرائها أموالًا كثيرة وجهودًا كبيرة، وتعد هذه المكتبة من أجلَّ مآثر الشيخ عارف حكمت ومن مفاخر المدينة المنورة في العصر الحديث، فهي من أغنى المكتبات بالمخطوطات القيمة لكونها تضم بين جنباتها عددًا من المخطوطات النادرة في شتى العلوم والفنون.
وتزخر بمراجع التراث الإسلامي المكتوب باللغات العربية والفارسية والتركية بالإضافة إلى أن كثيرًا من المخطوطات زيّنت خير تزيين من حيث الخط والتذهيب، وهي تحتوي على (4389) مخطوطًا أصليًا و(632) مجموعًا خطيًا يحوي على (3838) رسالة مخطوطة، إضافة إلى (7875) مطبوعًا نادرًا وحديثًا، من بين المجموعات الملحقة بهذه المكتبة عن طريق الوقف مجموعة أردوغان جعفر أسعد وعدد كتبها 169 كتابًا ومجموعة صالح إخميمي وعدد كتبها 232 كتابًا، تتميز مخطوطات المكتبة بأنها تمتد من حيث تاريخ النسخ على مساحة زمنية كبيرة تغطي أحد عشر قرنًا تبدأ من القرن الرابع الهجري وتنتهي في القرن الرابع عشر الهجري. كما تتميز كذلك بأن الكثير من مخطوطاتها نسخت على أيدي مؤلفيها.
ومن مكتبات المدارس مكتبة المدرسة القازانية ومكتبة المدرسة العرفانية ومكتبة المدرسة الإحسانية.
ومن بين مكتبات الأربطة مكتبة رباط عثمان بن عفان (رضي الله عنه)، كان موقع الرباط والمكتبة أمام باب جبريل في الجهة الشرقية من الحرم النبوي الشريف، في موقع دار عثمان بن عفان رضي الله عنه، وأنشئ هذا الرباط من أوقاف المغاربة سنة 1376هـ 1956م ومعظم كتبه في الفقه المالكي ومخطوطاتها أكثر من الكتب المطبوعة بها.
وتحتوي هذه المكتبة على (760) مخطوطًا و(657) مطبوعًا وتتميز بكثرة مخطوطات القراءات والتجويد والفقه المالكي كما تتميز بكثرة المجاميع الخطية التي تحوي عددًا من الرسائل لمؤلفين مختلفين في فنون متنوعة، ويتراوح عدد الرسائل في هذه المجاميع ما بين رسالتين وعشرين رسالة في المجموع الواحد، وتمتد فترة نسخ هذه المخطوطات بين القرن السابع الهجري والقرن الرابع عشر الهجري.

مكتبة رباط الجـبرتي
كانت هذه المكتبة ضمن رباط الجبرت الذي خصصته الدولة العثمانية للمهاجرين الأحباش الذين قدموا المدينة المنورة في ذلك العهد، والمكتبة عبارة عن مجموعات من الكتب لأشخاص قاموا بوقفها ومن هؤلاء عبدالرحمن بن محمد أمين الجبرتي وسعيد الجبرتي ومحمد ياسين الجبرتي وغيرهم، وقد قام الشيخ عبدالقادر الجبرتي ناظر الوقف بتسليم مجموعة المكتبة إلى إدارة الأوقاف فضمت إلى مجمع مكتبات المدينة المنورة العامة وتحتوي على (25) مخطوطًا و(78) مطبوعًا، ويلاحظ أن مجموعتها المخطوطة قليلة جدًا وينحصر نسخ مخطوطاتها في الفترة من أوائل القرن الحادي عشر إلى أوائل القرن الرابع عشر الهجري.

مكتبة المصحف الشريف
تضم هذه المكتبة مجموعة تقدر بـ (1878) ألف وثمانمائة وثمانية وسبعين مصحفًا من المصاحف الخطية النادرة بالإضافة إلى (84) أربع وثمانين ربعة قرآنية وتمثل هذه المصاحف في مجملها تأريخًا للمراحل التي مر بها تدوين المصحف الشريف من حيث الورق المستخدم للكتابة والمداد المكتوب به وتنوع الخطوط فمنها الكوفي والثلث والنسخ والرقعة إلى غير ذلك من الخطوط.
ويعود تاريخ أقدم مصحف إلى عام 549هـ وهي أزهى فترات الإبداع في فـن الخطـوط العربية وهو بخط أبي سعـد محمد إسماعيل بن محمد، وحجمه (20 في 30 سم) وتاريخ إهدائه سنة 253هـ، ويتميز بعض هذه المصاحف عن بعض بسمات وصفات مختلفة يصعب وصف كل واحد منها على حدة، إذ تعد كل نسخة من مصحف أو ورقة منها عملًا علميًا يحتاج للعرض والدراسة والبحث ومن هذه المصاحف مصحف مخطوط ذو حجم كبير مقاسه 142 سم في 80 سم ووزنه 154 كيلو جرامًا وهـو بخط غلام محيي الدين سنة 1240هـ وتحفظ المصاحف داخل خزانات خاصة بها مصنوعة من الخشب.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store