Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أيكما يشكلالآخر ؟!

(١)
ما هو « الرأي العام » ؟.. هي عبارة هلامية ، مثلك تماماً !
ومن الذي يقوم بصناعته ؟.. لا تعرف !

A A
(١)
ما هو « الرأي العام » ؟.. هي عبارة هلامية ، مثلك تماماً !
ومن الذي يقوم بصناعته ؟.. لا تعرف !
هل تظن أنك أصبحت شريكاً بصناعته ( لأن التكنلوجيا والإنترنت والهواتف الذكية منحتك الكثير من المنابر ) ؟.. ربما !
وربما : أنت جزء من هذه اللعبة الكبرى ( دون وعي منك ) وتشارك بصناعة « الرأي العام » دون أن يكون لك رأي !!
(٢)
الإعلام يستطيع أن يقنعك بما يشاء:
من مشروب فواكه جديد أو شامبو للشعر ، إلى فكرة جديدة وواقع جديد تعتاد عليه بعدما كنت ترفضه.
يروّج لك المشروب والفكرة ، ويغلفهما بغلاف برّاق ، ويرسلهما إلى منزلك: واحد لبطنك ، والأخرى لعقلك. وأنت جاهز لاستهلاك أي مُنتج!
- البارحة كنت مشغولاً بمباراة الأرسنال ومانشستر يونايتد: هل سيواصل الأول تألقه ويستعيد صدارته للدوري الإنجليزي؟.. هل سيستعيد اليونايتد الضوء الذي فقده منذ أن غاب عن تدريبه السير فيرغسون؟!
- اليوم سيأخذك برنامج تلفزيوني إلى قضية محلية ويُسلط عليها الضوء .. ويُسلط الظلام على قضية محلية أكبر!
- غداً سيكون شغلك الشاغل: أي صوت هو الذي سيفوز في برنامج the voice ؟
- تنتظر كلمة ( عاجل ) تملأ الشاشة بخط عريض وبلون أحمر فاقع ، معلنة عن مجزرة ما ، لتعيدك الأشلاء إلى أحد الشوارع العربية في بغداد أوبيروت أو دمشق.. وتتذكر أن خارطتك العربية لم تعد تشبه تلك التي كنت تدرسها في كتاب الجغرافيا.
كل يوم لك رأي .. كل يوم لك قضية .. كل يوم يجرك الصراخ إلى جهة مختلفة :
في أول النهار يأخذك الشأن المصري .. وتحمل اللافتة في الميدان .
في أول المساء تدخل في ثرثرة غبية وصراع أحمق حول ناديك المحلي وخصمه التقليدي .
آخر المساء : تتحوّل إلى مناضل .. بلا ساحة واضحة !
(٣)
مزاجك يتغيّر حسب مزاج وسائل الإعلام .. تلك التي تصنع « المزاج العام » بمهارة.
الوجبات التي تأكلها تختارها لك الشاشة ..
ملابسك ، أغانيك المُفضلة ، ذوقك وذائقتك ، الطريقة التي تقص بها شعر رأسك وشواربك !
عد بالزمن إلى عقد مضى : هل تشبهك الآن ؟
الإعلام بنجومه وماكينته الضخمة يشكلك كما يشاء ..
حتى المعرفة والوعي .. ظننت أنها سطر صغير في تويتر !
أنت عجينة صغيرة جداً لصناعة « التمثال » الأكبر .. الذي ستعبده لاحقاً !
(٤)
عزيزي المتلقي ... عزيزي المشاهد:
لا تظن أنك أنت الذي يتحكم بالريموت كنترول أمام الشاشة ..
الريموت كنترول هو الذي يتحكم بك !

twitter | @alrotayyan
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store