Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

قصر إمارة نجران..مقر حكم المنطقة..وشاهد على فنون عمارتها

قصر إمارة نجران..مقر حكم المنطقة..وشاهد على فنون عمارتها

عندما يحط الزائرون رحالهم في حي «أبا السعود» بنجران القديمة، أول ما يلفت انتباههم ذلك القصر العتيق الذي يخطف الأنظار بفنه المعماري وشكله الهندسي الفريد..

A A
عندما يحط الزائرون رحالهم في حي «أبا السعود» بنجران القديمة، أول ما يلفت انتباههم ذلك القصر العتيق الذي يخطف الأنظار بفنه المعماري وشكله الهندسي الفريد.. إنه قصر إمارة نجران التاريخي، أحد الأماكن التراثية والتاريخية المميزة، والذي تم تشييده في عام 1363هـ، في قلب مدينة نجران القديمة وعلى مساحة تقدر بنحو 625 مترا مربعا.
يضم هذا القصر خلف سوره العملاق 60 غرفة روعي فيها آنذاك روعة التصميم توزعت على النحو التالي: خمس غرف للمكاتب الرسمية وست أخريات لمستودع الأسلحة، إضافة إلى أربع غرف لمبنى اللاسلكي، علاوة على سبع عشرة غرفة كانت سكن للأمير وعائلته، وست غرف لمستودع الأغذية والأدوات، إضافة إلى أربع غرف خصصت مستودعا للمواشي علاوة على مجلس الأمير الذي يحتضن المناسبات الرسمية وغرفة طعام وغرفة لإعداد القهوة وغرفة المخزن، كما ضم القصر بين جنباته اثنتا عشرة غرفة للأخوياء.
وتعاقب على قصر إمارة نجران التاريخي العديد من أمراء المنطقة، أولهم الأمير تركي بن محمد الماضي والذي كان القصر تحت إشرافه وتخطيطه، ثم الأمير حمد محمد الماضي، والأمير علي المبارك والأمير إبراهيم بن عبدالرحمن النشمي ثم الأمير خالد بن أحمد السديري.
ويمتاز القصر بفناء واسع يحتضن بئرا قديمة ترجع إلى ما قبل الإسلام، طوى الجزء السفلي منها باللبن المحروق، فيما أكمل الجزء العلوي منها أثناء عملية الترميم، ويزين أركان القصر المرتفعة أربعة أبراج على شكل دائري كانت تستخدم لحراسة القصر. وفي عام 1387هـ تم إخلاؤه، وهو العام الذي انتقلت فيه إمارة نجران لمقرها الجديد، بعد هذا العام لم يصمد القصر طويلا، حيث سقط بعض من أسقفه وبعض من مبانيه حتى تمكنت وزارة التربية والتعليم (وزارة المعارف في حينها) في عام 1406هـ من إعادة ترميمه مرة أخرى وبوضعه الذي بني عليه حتى بات رمزا لتراث الماضي وأصالته.
واليوم وبعد عملية الترميم أصبح قصر إمارة نجران التاريخي الحاضن الأول في حي «أبا السعود» للفعاليات التراثية، وقبلة الكثيرين من السياح والشخصيات الدبلوماسية عربية وغربية، فهم يرون فيه انموذجا لفن العمارة القديمة الجميلة، وشاهدا على حياة من سكنوه وتعاقبوا عليه، وفي نفس الوقت يحكي قصص من عاش بين جنباته ويدونها في زواياه، لتبقى ذكرى يتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل، طرزت بفن التراث النجراني القديم والذي أبدعت فيه أيادي بنائي المنطقة في تلك الفترة، ليبقى هذا القصر شاهدا على تلك الحقبة التاريخية من ذلك الماضي التليد.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store