Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

العـصـبــة .. تعلن بشائر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم

العـصـبــة .. تعلن بشائر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم

العصبة موضعٌ بقباء، ويقال بأنها اسمٌ لحصن، وتقع غرب وجنوب قباء، وتوصف دائمًا في المصادر التاريخية بأن فيها مزارعُ وآبارٌ كثيرة، والعصبة هي أول من استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته ومن نخ

A A

العصبة موضعٌ بقباء، ويقال بأنها اسمٌ لحصن، وتقع غرب وجنوب قباء، وتوصف دائمًا في المصادر التاريخية بأن فيها مزارعُ وآبارٌ كثيرة، والعصبة هي أول من استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته ومن نخلها أو حصونها رؤي أثناء قدومه، فعندما سمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، كانوا يغدون كل غداة إلى الحَرَّة، فينتظرونه حتى يردهم حرّ الظهيرة، فانقلبوا يومًا بعد ما أطالوا انتظارهم، فلما آووا إلى بيوتهم صعد رجل من يهود على أُطُم من آطامهم لأمر ينظر إليه، فبصر برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مُبَيَّضِين يزول بهم السراب (ومبيِّضين أي: عليهم ثياب بيض، حيث قابلهم في الطريق الزبير بن العوام وهو قادمٌ من الشام فأهداهم هذه الثياب)، فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته‏:‏ يا معاشر العرب، هذا جدّكم الذي تنتظرون، فثار المسلمون إلى السلاح‏،‏ وتلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهر الحرة‏ وهي مدخل العصبة، وأول جلوس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صحبه كانت تحت ظلال نخيل العصبة، كما أنها كانت عامرة بالآطام والآبار والنخيل طوال التاريخ الإسلامي، كما أن المهاجرين من مكة إلى المدينة ينزلون بها حيث جاء في السيرة أن الزبير -رضي الله عنه- لما قدم المدينة نزل على منذر بن محمد بالعصبة، لذلك تعتبر العصبة تاريخًا موثقًا، وللأسف لم يبقَ من الآطام والحصون أي أثر ولكن -بحمد الله- بقيت مأثرتان تعتبران من مساجد رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1- مسجد النور بالعصبة أو مسجد التوبة:
توجد بقايا هذا المسجد في بعض بساتين العصبة في قباء. ذكر السمهودي في سبب تسميته بمسجد النور: لعل هذا المسجد هو الموضع الذي انتهى إليه سعيد بن حضير، وعباد بن بشر -رضي الله عنهما- وهما من بني عبد الأشهل، وكانا عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة ظلماء فتحدثا عنده حتى إذا خرجا أضاءت لهما عصا أحدهما، فمشيا في ضوئها فلما تفرق بهما الطريق أضاءت لكل واحد منهما عصا فمشى في ضوئها، أخرجه البخاري. وروى أحمد برجال الصحيح حديث قتادة بن النعمان الظفري في إعطاء النبي صلى الله عليه وسلم له العرجون في ليلة ظلماء، فأضاء له من بين يديه عشرًا، ومن خلفه عشرًا. ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى في هذا المسجد. ويوصف دائمًا بأن بجواره بئر وما زالت بقايا المسجد موجودة في الجنوب الغربي داخل إحدى المزارع، وحتى إعداد هذا البحث والمسجد بحمد الله بخير، كما أن البئر موجودٌ أيضًا ويحتاج كل من المسجد والبئر من يعتني بهما ويفصلهما عن البستان.
2- مسجد بني أنيف (مسجد مصبّح):
أنيف حي من بلي حلفاء الأوس، يقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى عندما كان يعود طلحة بن البراء قريبًا من أطمهم، فبنوا في مكانه مسجدًا يُسمّى مسجد بني أنيف. وهذا المسجد مقام فوق تل مرتفع بقباء وقد سمي بـ(مصبح)، ولعل سبب هذه التسمية قد أتت لاحقًا، لأن زيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم لطلحة بن البراء قد تمت صباحًا، ولازالت أسس هذا المسجد موجودة حتى الآن، ولكن قبل أكثر من أربعين عامًا كانت حوله مساحات واسعة، تم إضافتها إلى البساتين المجاورة شيئًا فشيئًا حتى ضيق عليه، ولا يوجد حاليًّا سوى طريق ضيق للسيارات يمرّ به.
ومسجد النور (التوبة) مع مسجد بني أنيف يمثّلان جوهرتين غاليتين؛ لأنهما يُعتبران من المساجد التي صلى بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولأن قباء مع حي العصبة تم تخطيطها ضمن المخطط العام للمدينة المنورة، فإن هذين المسجدين أمانة نضعهما أمام محبّ المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وهو -حفظه الله- أهلٌ لها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store