Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«داعش» فكرٌ يدمر وسكينٌ تذبحُ وفأسٌ تحطمُ!!

* الإنجليز كانوا الأكثر حضورًا على مائدة الدم التي نصبها ما يُعرف باسم تنظيم الدولة الإسلامية، أو ما يُرمز إليه اختصارًا بـ(ISIL)، وحذَّر رئيس الوزراء ديفيد كميرون، ووزيرة داخليته والأكثر حظًّا في خلا

A A
* الإنجليز كانوا الأكثر حضورًا على مائدة الدم التي نصبها ما يُعرف باسم تنظيم الدولة الإسلامية، أو ما يُرمز إليه اختصارًا بـ(ISIL)، وحذَّر رئيس الوزراء ديفيد كميرون، ووزيرة داخليته والأكثر حظًّا في خلافته على زعامة حزب المحافظين تيرزا ماي Teresa-May بأن بريطانيا تواجه خطرًا إرهابيًّا لم تعهده من قبل: انظر صحيفة الديلي تلغراف الأسبوعية september, 3-9,2014 وربما ذلك يعود لتوطن عدد من الشخصيات المتشددة التي استغلّت هامش الحرية الذي توفره المؤسسات البريطانية إعلاميًّا، وفكريًّا، واجتماعيًّا، وكانت الصحيفة المحافظة نفسها هي أول مَن نشرت صورة القاتل الإرهابي (جون) على صدر صفحتها الأولى، وهو يتهيأ بدم بارد لجزّ رأس الرهينة البريطاني الذي كان يعمل ضمن فريق الإغاثة الإنساني، والذي يُرمز له بـ(ACTED)، ويُدعى ديفيد هنز David-Hains، ثم ثنَّى التنظيم برهينة آخر يُدعى Alan-Henning، وكان الأخير ذهب أيضًا لنفس المهمّة، وهي مؤازرة السكان السوريين في مأساتهم الإنسانية، والتي استعصت على الحلّ حتى الآن لشطط النظام السوري، وتضحيته بأرواح شعبه، مع تردد أمريكي عن دعم المعارضة المعتدلة، وقد ظهر على صدر الصفحة الأولى من الصحيفة البريطانية نفسها صورة شخص طويل القامة، يرتدي زيًّا أسودَ اللون، ويحمل بيديه ساطورًا مخصصًا للعملية البربرية، ثم في عدد آخر من الصحيفة نفسها وبـ»مانشيت كبير»: «الجهادي» جون يهدد بذبح البريطانيين..، وأضافت إن جون هذا سوف ينقل المعركة إلى الشارع البريطاني، وأنه يتحدث بلهجة إنجليزية كلاسيكية.. «انظر العدد الأسبوعي من الديلي تلغراف November, 19-25, 2014.
* جون هذا ظهر وهو يذبح بـ(ساطوره) رهائن أمريكيين ويابانيين، وفي نهاية الأسبوع المنصرم نقلت محطة بي.بي.سي خبرًا مفاده بأن جون هذا يعود لجذور عربية، وأنه يحمل شهادة في الحاسوب من جامعة ويستمنستر؛ ممّا يشير إلى مواطنته البريطانية المحضة، وأنه حسب تقرير القناة كان معروفًا لدى أجهزة الاستخبارات البريطانية (MI5)، وذلك على خلفية صِلاته بجماعات الشباب الإسلامي في الصومال، والتي حوّلت هذا البلد إلى بحيرة دم؛ بسبب أفكارها المتشددة، والبعيدة في نظر الكثير عن تعاليم الدين الإسلامي، ولكن البعض يميل إلى هذه الجماعات عاطفيًّا وفكريًّا، وإن كان لا يعبّر صراحة عن ميله لهم. وإذا كانت (طالبان) قد قامت بتحطيم تماثيل وآثار تعود لأتباع ديانات أخرى، فإن مرأى أتباع تنظيم داعش كان مدعاة للنقد والإدانة الشديدين وهم يحطمون الآثار الموجودة من آلاف السنين في مدينة الموصل، رغم أن المسلمين الأوائل عندما حملوا رسالة الإسلام إلى تلك الديار، وهم من خير القرون لم يتعرّضوا لمعابد وآثار الأمم الأخرى بسوء، وهذا خليفة المسلمين سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في نصّ معاهدته لأهل بيت المقدس يؤكد على ما ذهبنا إليه من رأي، حيث تقول وثيقته التي تمثّل حقًّا مفاهيم الدين الإسلامي الصحيح (هذا ما أعطى عبدالله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أمانًا لأنفسهم، وأموالهم، ولكنائسهم وصلبانهم، بأنه لا تُسكن كنائسهم، ولا تُهدم، ولا يُنتقص منها ولا من حيِّزها، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يُضار منهم أحدٌ.)
* لقد شوّهت طالبان والقاعدة وبوكوحرام والنصرة وداعش صورة الإسلام، وحصرت للأسف الإسلام في سكِّين تذبح، وفأس تحطّم، والإسلام من ذلك براءٌ.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store