نجاح الخطوط السعودية مرهون بالانفصال

الخطوط الجوية العربية السعودية تمتلك إمكانيات كبيرة لا يمكن أن تتوفر لأي شركة طيران أخرى داخلياً وخارجياً ولكنها لا تزال تعاني من ضعف السيطرة على سوقها الرئيس ولا تمتلك القدرة على مجاراة المنافسين الأقليميين والاخرين القادمين من الخارج بإمكانياتهم الحكومية وتجربتهم البسيطة ولكنهم يمتلكون الجرأة على مجاراة ومناكفة الكبار.
ولعل الشكوى الدائمة في الخطوط السعودية أنها شركة مثقلة بالمسؤوليات لخدمة سوقاً محلية مترامية الأطراف وسوقاً خارجية كبيرة وليست كبقية شركات الطيران الأقليمية المجاورة يخدمون سوقاً واحدة بل انها تعاني من السوق المحلي وارتفاع التكلفة في تسيير الرحلات الداخلية وضعف العائد المادي من السوق المحلي وكثرة محطاتها الداخلية.
واعتقد أن الحل الذي يجب أن تفكر فيه الجهات العليا في مجلس ادارة الخطوط السعودية وعسى أن يتخذ عاجلاً لتحقق الخطوط السعودية الطموحات الوطنية هو فصل الشركتين (الخطوط السعودية الداخلية عن الخطوط السعودية الخارجية) وتكون لكل شركة استقلاليتها الكاملة في هيكلها الإداري وأسطولها الجوي وعائداتها المالية وتحويلها كشركة تجارية بدلاً من أن تكون مدعومة من الدولة التي تتحمل على كاهلها ميزانية هذه الشركة بخسائرها ومصروفاتها وإن شاءت الإرادة الوطنية فلابد أن يكون لكل شركة استقلاليتها حتى في رأس المال ومن المهم أن يشارك فيها مساهمون سعوديون بحصة يتم طرحها للاكتتاب العام مع احتفاظ الدولة بحصة الأغلبية والتي لا تقل عن 70% وبالتالي تكون الشركة المحلية أكثر تنافسية وقدرة على مواجهة اللاعبين الجدد في السوق المحلي ورفع مستوى الخدمة وجودة المنتج المقدم للمسافر، بينما تتفرغ الخطوط السعودية للرحلات الخارجية للمنافسة الدولية وتحقيق الأهداف الوطنية في تحويل المطارات السعودية لنقطة ترانزيت دولي يتناسب مع موقع المملكة الجغرافي والامكانيات التي تتمتع بها الخطوط السعودية واستثمار المطارات الجديدة.
وهذا الاجراء سيكون أكثر فائدة في تخفيض الأعداد المتراكمة من الموظفين بين الشركتين وتحقيق الاستقلالية الكاملة لكل منهما والتوسع في تقديم الخدمات لجميع المطارات المحلية بشكل منتظم ومتناغم مع خطط التنمية الوطنية التي تركز على حركة النقل الداخلي بما يتواءم مع احتياجات كل منطقة.