الدرعية.. حزم التاريخ وعاصفة المستقبل

تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لتطوير حي البجيري المطل على الدرعية التاريخية وضفاف وادي حنيفة؛ يأتي امتدادًا لاهتمامه بالتاريخ ورئاسته السابقة للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.
عناية تاريخية لمنطقة تاريخية، وصقل لجوهر المناطق الثرية، وإنصاف لها بمنحها الأهمية المستحقة، واستثمار لاحتضانها التاريخ والأحداث المفصلية، بتحويلها لميادين سياحية ومراكز ثقافية ومتنفسات ترفيهية، التي فضلاً عن ربطها بين الماضي العريق، والحاضر الطموح، والمستقبل المشرق، ستقوم بتوفير عوامل استقرار لسكانها، وتطوير لاقتصادياتهم، عدا التطوير التراثي الثقافي الذي سيعنى بمنشآتها التراثية، وإقامة المتاحف، وتنظيم الأنشطة الثقافية المستمرة، لتكون الدرعية أحد مواقع التراث العالمي المتجدد.
هذه المنجزات النوعية مما يُحمد للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض؛ ورئيسها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية التاريخية، هذا المنجز الفريد، الذي سيُغيِّر وجه الرياض بتسليط مزيد من الضوء على إحدى زواياها الثرية المتعددة، وينتظر منهم الكثير بما عهد عنهم من اهتمام بالتطوير والحرص على النوعية، فلا تزال منفوحة الأعشى تنتظر مشروعًا مماثلاً، وهي مؤهلة بما تملكه من تاريخ أدبي لتكون منطقة سياحة فكرية، ومقاهٍ أدبية، تستضيف السائح الداخلي والخارجي، فضلاً عن انتشالها من واقعها الحالي كبؤرة للمتسللين والمجهولين.
مكتسباتنا السياحية النوعية التي أنجزت مؤخرًا في غير مدينة، تبعث على التفاؤل بالمستقبل السياحي الذي بدأت تظهر ملامحه المميزة ومشروعاته الضخمة، بعد جهود مضنية وجهاد كبير لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، عضو اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية، ليتحقق مع كل هذا الحراك السياحي الجميل تفعيل وتعميق المواطنة التي نادى بها خادم الحرمين الشريفين، ويستدام عبر "مبادرة عيش السعودية" التي أطلقتها الهيئة العليا للسياحة لتعزيز الانتماء، وتمكين الشباب خصوصًا من التعرف على مواقع تاريخ بلادهم، والاعتزاز بها وبمكوناتها وتنوعها الكبير الذي يزيدها ثراء وعظمة.