انتفاضة السكاكين

أثبت الشعب الفلسطيني العظيم للشعوب أن الحق سيبقى منتصرًا صامدًا ما دامت نفوس الشعب صامدة في الثبات على حقها الوطني، فمنذ 67 عامًا ظل هذا الشعب مقاومًا للاحتلال، منغصًا لحياته التي ظن أنه سينعم بها على أرض فلسطين.
ذهبت قيادات، وتخلت جيوش عن نصرته، ودعّم العدو جيشه بكل سلاح فتّاك، لكن شعب فلسطين أثبت أن سلاح مقاومة الاحتلال والثبات على حقه في الوطن أقوى من كل سلاح، ومن جيش يُعدّ الرابع في العالم إضافة إلى دعمه على ظلمه من القوى الكبرى.
لقد جاوز الظالمون المدى في ظلم شعب فلسطين فجاوز الفلسطينيون المدى في المقاومة التي جعلت الداعمين للغاصب يهرولون لإيقاف الانتفاضة كلما شعروا أن الهزيمة ستلحق به، وصنع هذا الشعب من الحجر سلاحًا انتصر به على أفتك الأسلحة، وقدّم أطفاله بطولات أذهلت العالم، وعندما بنى الصهاينة الأسوار العالية ونصبوا فوقها الأسلاك الشائكة قفز هذا الشعب فوق الأسوار والأسلاك الشائكة، فدلل على أن الحق أقوى منها إذا قدّم المواطن الموت على الحياة الذليلة، وأن الحصون والأسوار لن تمنع من هزيمة المحتل.
إنه لمنظر مبهر أن يهرب جندي يحمل رشاشًا من شاب فلسطيني يطارده بسكين في يده، السكين ليست أقوى من الرشاش، لكن قلب من بيده السكين أقوى، وصمود من بيده السكين أقوى، ورخص الحياة من أجل الوطن عنده أغلى، ولله در هذا الشعب الذي حول الحجارة إلى أن تكون أقوى من القذيفة، والسكين أقوى من الذخيرة، والمرأة أقوى من جندي الاحتلال، والشيخ المسن أقوى من عدد من الجنود المدججين بالسلاح.
لقد عبث الصهاينة بقدسية المسجد الأقصى وكان المرابطون فيه أقوى من جنودهم، وحجارتهم أقوى من ذخائرهم، وصمودهم على الحق أزهق باطل المحتل.
لن تضيع فلسطين ما دامت الأمهات الفلسطينيات تقذف أرحامهن بهذا الشعب الذي تحدى كل الصعاب ولم يركع، ولم تهزه الاتفاقيات التي صنعت للهزيمة، ولا تخاذل القريب، ولا تآمر البعيد، وظل حاملًا حقه في الصدور قبل حمل الحجارة والسكين في الأيدي.
من أجمل التغريدات:
في المحكمة العسكرية سأل القاضي الصهيوني فلسطينيًا: لماذا طعنت الجندي بالسكين؟ فقال له: لأن ظروفي صعبة ولا أستطيع شراء مسدس.