Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

لا تربطوا التعليم بسوق العمل المحلي..

أستغرب من تخطيط الجامعات وقصر مفهوم سوق العمل لديها على السوق المحلي لأنه بعملية حسابية بسيطة مع معلومات مسبقة ظاهرة للعيان نجد أن الكثافة السكانية لدينا والزيادة المضطردة والكبيرة في عدد السكان تنمو

A A
أستغرب من تخطيط الجامعات وقصر مفهوم سوق العمل لديها على السوق المحلي لأنه بعملية حسابية بسيطة مع معلومات مسبقة ظاهرة للعيان نجد أن الكثافة السكانية لدينا والزيادة المضطردة والكبيرة في عدد السكان تنمو بشكل كبير والإحصائيات تقول إن 60% إن لم تكن النسبة أكبر هم من فئة الشباب وعليه كما هو حال كثير من الدول سوف يأتي اليوم -وقد أتى - الذي نصدِّر فيه عمالة للخارج شئنا أم أبينا ،لأن اختيار مستقبلنا بما حبانا الله من علم وقدرة مالية حالية يدرها بيع البترول بأيدينا وغداً قد نفقده لوجود البدائل التي يتطلع العالم المتقدم لاستخدامها بديلاً للطاقة من البترول ، وهم في أبحاثهم يجتهدون ونحن في إسرافنا غارقون ،فلنختر لأنفسنا أن نصدّر علماء وأطباء ومهندسين،فالعملة التي سوف يحولونها لنا والأموال تكون بقدر كفاءتهم وتعليمهم وألا نصدّر خبازين وسائقين وخدماً وعمالة محطات وقود إن لم يكونوا عمال نظافة . الجامعات كما أسلفت من سابق ورفعت الصوت به عليها أن تفعل داخل أسوارها التعليمية تخصصات علمية تفيد سوق العمل العالمي ولا تقصر مفهومها وقبولها للطلاب على السوق المحلي الذي لن يستوعب إلا أقل القليل من شبابنا وعليها أن تقلل من التعليم النظري الذي لا يفيد ولا يغني من جوع ولو حتى خرَّجت آلافاً من متقني فن اللغات والشعر والأدب والإدارة والتخصصات النظرية .
وعلى الجامعات أن لا تلتفت إلى تصريحات وزارة العمل المتناقضة حيث يتم التصريح بتوفير نحو مليون ونصف مليون وظيفة خلال 5 سنوات والتقارير الرسمية للوزارة تشير أنها 83 ألف وظيفة فقط عام 2014م وعليه كان التوفير بمتوسط 300000 وظيفة سنويا وأشك في هذا .
وأيضا هناك تصريح للوزارة بدفع 10 آلاف شاب للعمل بالمخابز وليس في هذا فخر ،هل أصبحت غايتنا من شبابنا الأعمال المتواضعة والمهن التي لا تتطلب مهارة ولا تعليماً.
وزارة العمل ..إن كانت غاية هدفك المهن المتواضعة التي لا تسمن ولا تغني من جوع فليس لنا حاجة بها ولتقصري عملك على ترتيب أمور العمالة الوافدة وتفعيل أنظمتها والإشراف عليها لأنه في منظوري : أصدّر طبيباً يورد الآلاف المؤلفة من الدولارات وأستقدم مئة خباز بمئات من الدولارات أفضل من أن أقتل طموح شاب سعودي وأركنه في مخبز وبلدنا بها خيرات لن تدوم.فلننظر من أين نستقدم أطباء ومهندسين من دول اهتمت بالتعليم وتطوير البشر ومن أين نستقدم خدماً وسائقين وعمالة متدنية من دول لم تخطط ولم تستفد من مواردها المالية وفرحت وقتها بدفع الشباب للعمل في مهن متواضعة وقتلت طموحهم كما نحن اليوم نفرح ونتغني بدفع عشرة آلاف شاب للعمل في المخابز . ونقبِّل رأس شاب لأنه عمل جرسون .
كنا نستخدم عمالة متدنية في أدنى المهن من دول خططت لشبابها واستفادت من مواردها والآن الشاب لديهم عزيز والعلم انتشر وهم في رغد من العيش من التقدم التقني والتطور العلمي وليس مثلنا رغد عيشنا قد يزول إن لم نعرف كيف نستغل النعمة التي نحن فيها الآن .
وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store