Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مضايا.. فوكس على الدورين الروسي والإيراني في المنطقة

* خبر أم مزحة.. أم ماذا بالضبط.. الممثل الأعلى لمفوضية شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة «ساجد مالك» يُصَرِّح: «إن المعاناة في بلدة مضايا السورية لم يُشهد لها مثيل».

A A
* خبر أم مزحة.. أم ماذا بالضبط.. الممثل الأعلى لمفوضية شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة «ساجد مالك» يُصَرِّح: «إن المعاناة في بلدة مضايا السورية لم يُشهد لها مثيل».
لا أعلم هل يعلم المبعوث الموقر أن المشهد في مضايا مشهدًا واحدًا فقط من عفن العنصرية الطائفية؟ وهل غاب عنه أن هذا المشهد ينطبق على حال المحاصرين في كل المدن السورية، والفارين منها.. وكذا المحاصرين في صنعاء، والمعتقلين في السجون؟!.
التحزُّب والطائفية منبعها واحد.. العنصرية تُغذَّى من مصدرٍ واحد.. المادة التي تخدم المصالح الخاصة وبأي وسيلة! ولا غير.. وهو يدرك ذلك جيدًا.. فلِمَ يصدمه حال مضايا!؟.. أين الدور الحقيقي بعيدًا عن التصريحات!؟.
مضايا كانت الفوكَس الذي سلّط الضوء على العديد من القضايا الإنسانية، وعلى كل أساليب القمع واضطهاد كرامة الإنسان.
إن كان الممثل الأعلى لمفوضية شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة لا يدري أن التسابق المحموم والهرولة المستميتة بين الدُّب الروسي ومجوس إيران على أرض سوريا لم يأتِ عبثًا، وأنه ليس في نيتهم فتح السماء ولا خرق الأرض دفاعًا عن الشعب السوري، فتلك مصيبة.
وإن كان يدري أن كل ذاك ما هو إلا مَاكِيت مبدئي لقلب موازين القوى، وتوطئة لاحتلال أكبر وأعمق ليس في سوريا وحدها بل في المنطقة العربية بأسرها.. فالمصيبة أعظم.
* على أرض سوريا المعابر المفخخة.. ومجندو الطوائف مبذورون فوق كل شبر.. والمذهب جواز عبورٍ للجانب الآخر! فإما النجاة أو الموت، والمنافذ كلها مفتوحة أمام مرتزقة الشعوب.. فلا غرابة أن يكون حال سكان مضايا بهذا الوضع الذي يندى له جبين الحر.
المحاصرون في مضايا يموتون جوعًا!؟. إما الركوع للشيطان الأكبر أو الموت حصارًا وتجويعًا!!.
في مضايا الكرامة.. يعيش الناس تحت وطأة القسوة بأشنع صورها.. هناك لا تعليق! فمن أبى إلا الركوع لخالقه لا ضير من أن يسلم الموت روحه!
السماء فوق رؤوسهم تمطر نارًا، والأرض تحت أقدامهم تنبت نارًا.. وكل محاولات السلام في خلاصهم باءت بالفشل الساحق!
هناك لا فرق بين الموت جوعًا أو الموت بلغم يُفتِّت الأجساد! فأي سلام يعنيه المجتمعون حول الموائد المكتظة بملفات الهلاك والفناء.
هناك حيث مآل البؤس والمصير «One Way Ticket».. وحيث حصار الهياكل العظمية، بات الموت معبرًا وحليفًا مُخَلِّصًا، ولا بأس من أن تقتات تلك الأجساد المتهالكة على لحم الكلاب أو قطط الشوارع، علَّ العظام المتآكلة تُكْسَى!
لا ضير يا مضايا.. فالولد العابث لازال قابعًا في جحره كالفأر.. هو هناك بين حلفائه.. أمامه طاولة ممتدة تحوي أطايب الطعام! يد هنا ورأس هناك.. حوله أمه.. زوجته.. أبناؤه.. عشيرته.. طائفته.. وبعض من المناصرين له. الشراهة المقيتة تلف الطاولة، والأفواه مفتوحة لالتهام البقية الباقية من أجسادٍ ذابت معالمها.
أما في مضايا.. فالمشهد يلِجُ والجوعى المحاصرون يصدحون: «أليس الله بكافٍ عبده».
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store