Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أسوأ من الربا

أؤمن ولله الحمد بحرمانية الربا وورد تحريمه بالنص القرآني الكريم كلام الله عز في علاه وحذر منه شديد التحذير الحبيب صلى الله عليه وسلم ووردت في حقه أحاديث عديدة .

A A
أؤمن ولله الحمد بحرمانية الربا وورد تحريمه بالنص القرآني الكريم كلام الله عز في علاه وحذر منه شديد التحذير الحبيب صلى الله عليه وسلم ووردت في حقه أحاديث عديدة .
وعلة تحريم الربا لأنه أكل أموال الناس بالباطل وتحميلهم ما لا يطيقون من الديون .
واستغل تجار التورق في زمن ليس بماضٍ بعيد مع وجود هذا التعامل اليوم ولكن أقل انتشاراً حاجة الناس للنقد (( واليوم هناك من يستغل التعثر في سداد القروض وهم كثر وبسلع متعددة الأشكال والأنواع وإعلاناتهم على الملأ وبالعلن وليس عليهم رقيب ولا لهم حسيب )) واحتالوا ليأكلوا أموال الناس بشكل أكبر من الربا وأسوأ حالاً على المتورق وكانت سلعة التورق السيارات بجميع أنواعها فكانت تباع بالتقسيط بفوائد تتجاوز 10 % سنوياً وتصل إلى 12 % سنوياً وتقسط على خمس سنوات أي أن إجمالي الفائدة 60 % من قيمة السلعة ،والمتورق يبيعها بثلاثة أرباع ثمنها أو يزيد قليلاً فلو افترضنا مركبة قيمتها 100 ألف ريال يصبح ثمنها 160 ألف ريال بالتقسيط وتباع من قبل طالب التورق بـ 80 ألف ريال أي بنصف تكلفتها في حين كانت البنوك تعطي قروضاً بفوائد لا تتجاوز الـ 5 % سنوياً بمعنى أن المتورق لو أخذ قرضاً بفائدة بنكية لنفس مدة التورق يكون عليه بـ 125 ألف ريال وحصيلة ما حصل عليه نقداً 100 ألف ريال ومدة السداد واحدة .
علما بأنه يقسط في التورق من راتبه شهرياً 2666,66 ريال ويقسط للبنك في المثال الثاني2083,33ريال والفرق بين الاثنين نهاية المدة 35 ألف ريال وكما ذكرت استفاد نقداً 100 ألف ريال بدلاً من 80 ألف ريال أي مجمل خسارته في التورق 80 ألف ريال وخسارته في فوائد البنوك 25 ألف ريال، فأيهما أرحم ؟.
الربا كما أسلفت أؤمن بحرمانيته ولكن ليس هو الطريق الوحيد والأسوأ في أكل أموال الناس بالباطل فهناك طرق يشرعها ويحللها من لا يخاف الله وهي أسوأ من الربا وأكثر أكلا لأموال الناس بالباطل واستغلالاً لحاجات الناس المادية والاقتصادية عدا عن الاستغلال الاجتماعي واستغلال الكرامات من أجل المال ومنها من يضطر إلى تزويج ابنته في ريعان شبابها لكهل يفوق أباها في العمر ليتنازل عن دينه وهذا ألعن من الربا وأسوأ استغلالاً وأشد لؤماً .. وأسوأ ألماً على النفوس .
والمواضيع الاقتصادية والمالية تعقدت في حالنا الراهن لهذا يحتاج رجال الدين إلى متخصصين في الاقتصاد والمال ليشرحوا لهم الواقع أو نؤهل من رجال المال والاقتصاد تأهيلاً شرعياً ليقوموا هم بالفتوى حسب إرادة المشرع الكريم مستنيرين بالنصوص من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة على قائلها أفضل الصلاة وأزكى التسليم .
وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store