هيبة هلال

* لو كان للزعامة أن تختار لما اختارت سوى الهلال، ولو حق للمجد أن يختار عنوانًا له لما اختار غير الهلال، ولو جاز للبطولات أن تختار بطلًا لها لما ترددت في اختيار الهلال، ولو لم يكن قلبي مملوكًا لغير الهلال لما ترددت في عشق الهلال.
في ليلة اختلطت فيها معاني الجمال وتعانقت مع مفردات الإبداع ظهر شيء من خيال الهلال أحسست معه أنني بحضرة بطل تجاوز وسما فوق معاني البطولة ليرسم لوحة تجلّت فيها روعة الفن بعيدًا عن ريشة الرسام وخط الخطاط لأننا نتحدث عن فن آخر لا يمكن وصفه بمفردات اللغة وألفاظها.
لن أسهب أكثر في التغني بالهلال حتى لا أكون فريسة سهلة لبعض ذوي العقول المريضة من هنا أو هناك، لكنني سأتحدث عن فيلسوف يوناني فاجأ الداهية السويسري وباغته بما لم يكن في الحسبان، فما هي سوى ثلاثين دقيقة وكانت حكاية التسعين ومعها حكاية البطولة قد اكتملت ولم يبق منها غير لقطات استعراضية في الفنون القتالية من هذا وذاك.
لن أنكر أبدًا أن السويسري جروس قد أهدى نظيره اليوناني دونيس المباراة منذ البداية عندما سلمه الخيط والمخيط في منتصف الميدان باستغنائه عن موسيقار الفريق حتى وإن كان عزفه نشازًا في الفترة الأخيرة لكن وجود ثلاثة محاور ارتكاز أمام خط وسط هلالي ناري كان ضرورة ملحة للظفر بمعركة الوسط في الوقت الذي كان من الممكن فيه الاحتفاظ بماركينهو كورقة بديلة لكن الساعة السويسرية لم تكن في الموعد ولم تتحرك عقاربها إلا في الوقت بدل الضائع لتضيع معها أحلام المجانين بالحفاظ على لقب النسخة الماضية.
* لو أردت الحديث عن لمسات الوفاء من رجل الوفاء تجاه جنود الغد أبناء شهداء الأمس الذين يستحقون منا كل الوفاء لوجب أن أخصص لها مقالا آخر لكنني سأكتفي بضربة البداية التي عبرت عن بداية جديدة لجيل جديد من حماة الوطن.
* أخيرا ذهبت الكأس إلى من يستحقها بجدارة، مستوى ونتيجة، وهنا لا بد أن أشير أن الحكم المحلي لم يكن له دور في هذا الإنجاز كما يتراءى للبعض ممن اعتادوا هذه النغمة المملّة ونسوا أنهم أمام زعيم عشقته الأجيال كيف لا ونحن نتحدث عن هيبة هلال.