وج... وَجَّ

حقق نادي وج بالطائف -مؤخرًا- إنجازًا لم يتحقق منذ عقود لرياضة الطائف في لُعبة كرة القدم؛ حيث صعد لفِرق الدرجة الأولى، ليُعيد للطائف أمل وصول رياضتها لمصاف الدوري الممتاز الذي حُرمت منه خلال تاريخها الحافل بكل تَميُّز، سوى الحقل الرياضي الذي لم يُخدَم بالشكل الذي يتوازى مع ما تتمتع به مدينة الورد من اهتمام مادي، وحراك ثقافي، ومقصد للداخل والخارج للاستمتاع بما حباها الله من جوٍّ عليل، وموقع جغرافي متميز.
هذا الإنجاز على الرُّغم من أهميته كأرضية مُحفِّزة، إلا أنه لا يُمكن أن يكون الغاية التي نسعى إلى تحقيقها ونتوقف عندها؛ بقدر ما تكون الانطلاقة التي نبني عليها أمل هذه المدينة الحالمة في أن تكون رياضتها في مُقدمة الرَّكب، كما هو حضورها في بقية المجالات، وهذا لن يتأتَّى بالتنظير وكلام المجالس الذي يذهب أدراج الرياح بمجرد مغادرتها، بل يكون بقيام الجهات ذات العلاقة بتطوير الطائف إيلاء هذا الجانب اهتمامًا يوازي المسارات التي تُعزِّز الاستثمارات المادية على اعتبار أن الحقل الرياضي يُمثِّل استثمارًا في رأس المال البشري وفي رأس المال المادي من جهة، ومنبرًا يعكس نشاط شبابها في خدمة وطنها من جهة أخرى.
ومع إيماني المطلق بأن الإدارة المدعومة بالإرادة هي أحد مفاتيح تَحقُّق هذا الأمل؛ إلا أن لرجال أعمال الطائف دورًا لا يقل عنه في دعم رياضة مدينتهم ومحاولة النهوض بها وإبرازها كواجهة حضارية لها، فكما هو مسلمٌ به أن الدعم المادي للمؤسسات جزءٌ لا يتجزأ من المسؤولية الاجتماعية الغائبة عن كثير من أصحاب رؤوس الأموال في عروس المصائف، إلا أن هذا الإنجاز جاء كلفت نظر لهم بأن دعمهم أصبح ضرورة مُلِّحة لا يقبل التسويف، ولا يعفيهم من مسؤوليتهم الوطنية التي تُمثِّل الرياضة جانبًا مهمًا لها.
ولعلِّي أختم بتقديم مقترح يتمثل في تشكيل لجنة من المهتمين بالشأن الرياضي وخبراء الإدارة والاستثمار من أبناء الطائف لرسم إستراتيجية لدعم نادي وج في مسيرته بشكلٍ خاص، ليُحقِّق الحُلم الذي أصبح قريبًا، وتطوير رياضة الطائف بشكل عام.
فاصلة:
خالص التهاني للأستاذ مبارك اليامي رئيس النادي وكوكبته التي حققت الإنجاز.