الأهلي هو الدوري

أذكر فيما مضى أنني كتبت مقالًا بعنوان: وضاع الحلم يا ولدي، وذلك عندما خسر الأهلي لقب الدوري، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى منه أمام الشباب، لكنني اليوم سأقولها وبكل فخر لابني يوسف ولغيره من أبناء هذا الجيل: أخيرًا تحقق الحلم يا ولدي.
وفيما مضى أيضًا، أذكر أنني كتبتُ مقالًا بعنوان الدوري أهلاوي من باب التهكم والسخرية، فالأهلي حينها كان في المركز السابع، لكن إدارته كانت تُردِّد بأن هدفها في ذلك الحين المنافسة على لقب الدوري، واليوم سأقولها وبكل ثقة: الدوري أهلاوي، الدوري أهلاوي، الدوري أهلاوي.
وأذكر أيضًا أنه قبل موقعة الأحد في الجوهرة المشعة، كان المشجع الأهلاوي عاجزًا لما يزيد عن ثلاثين عامًا عن الإجابة على سؤال في غاية البساطة وهو: متى شاهدتَ فريقك يُحقِّق الدوري لآخر مرة، لكنه اليوم يُجيب على هذا السؤال مرفوع الرأس قائلًا: فريقي حقق الدوري في موقعة الأحد، واسألوا أي أحد.
لا أذكر ما حصل من تفاصيل المباراة وأمورها الفنية، وكل ما أذكره أن السومة ورفاقه رسموا اللوحة الأجمل لتجسد الابتسامة الأحلى والحلم الأغلى لكل عشاق القلعة ومجانينها، لأنهم وباختصار تعاهدوا منذ الموسم الماضي على أن يردوا لمجانينهم ولو شيئًا يسيرًا من معنى الوفاء في كيان لا يعترف إلا بلغة الرقي والوفاء.
ما بين الحلم والحقيقة تتناثر العبارات وتتشابك الألفاظ وتتعقد الجمل بتراكيبها اللغوية والبلاغية، وعلى شاطئ الزمن الجميل تضيع الذكريات وتمضي اللحظات ويتوقف الزمن مع مدرج عاشق رفض الاستسلام وتمسَّك بالأمل ليعيش ذلك الحلم ويُحوِّله إلى حقيقة، حتى لو كان زعيم الأندية الطرف الأساسي في معادلة حلم الأجيال ليختفي الهلال في ليلة أضاءت فيها جوهرة العروس بلون الحياة، وما أجمله من لون لمستقبل مشرق عكسه شباب الأهلي قبل كبارهم بتحقيق بطولة الدوري للشباب، ليُؤكِّد الفريق الأول أنه جدير بالمركز الأول.
من الطبيعي جدًا أن يحتفل فريق برفع درع الدوري حتى وإن غاب عنه لثلاثة عقود أو تزيد، لكنه ليس أمرًا طبيعيًّا أن يشهد القاصي والداني بأن الأهلي هو متعة هذا الموسم وكأني بدرع الدوري يتشرف بحامله ويردد مع المجانين قائلًا: الأهلي هو الدوري.