الحنين إلى رمضان زمان

• رمضان زمان كان له مذاق خاص، البيوت مفتوحة على بعضها والأسر مترابطة، قبل الإفطار يجود كل بيت بما طبخ من أكلات رمضانية ذات نكهة مميزة تمتلئ «السفرة « بما لذ وطالب ،لا علاقة للمطاعم بها سواء السريعة أو غيرها ،لذلك كان الشوق يحتل مساحات واسعة بانتظار مدفع رمضان وصوت المؤذن لتنطلق الأصوات الملبية والايادي الممتدة فرحة بلذيذ الطعام وحلو الكلام والنفوس الطيبة التي تحس بشعور الجيران وتراعيهم وترعاهم في كل الأوقات كأنهم عائلة واحدة في بيت واحد .
• د.غازي القصيبي رحمه الله يرى في مقال كتبه قبل سنوات من وفاته عن الشهر المبارك «إن رمضان القديم لم يكن « ألمبياد» طعام يتضاعف فيه استهلاك المواد الغذائية عدة أضعاف.
ولم يكن موسم تلفزيون يجمد أمامه - كالخُشب المسندة - النساء والرجال والكبار والصغار
ولم يكن يأتي وفي صحبته مسلسلات لها أول وليس لها آخر وليس في واحد منها شيء عن تزكية النفس أو تنقية الروح.
لم يكن مسابقة في الفتوى بين المفتين، ولا في الجمال بين المذيعات،ولا في الذكاء بين المحللين السياسين،
ولم يكن مدرسة للعادات السيئة يتعلم فيها الصغار الطعام المتصل، والعبث المتصل، والسهر المتصل.
في رمضان القديم كان الطلاب يذهبون الى مدارسهم كالمعتاد ، يضيف : الحق أقول لكم، أنا ، ولا أدري عنكم، أحنُ الى رمضاني القديم .. كثيراً.. كثيراً« .
• كيف يعود رمضان وهل يمكن أن يحدث ذلك ؟
المؤشرات توضح أن من الصعوبة العودة الى رمضان الذي يحن له كل من عاشه وعرف جيداً الفرق بين زمنين ، رمضان لم يتغير لكن التواصل وروح الأسرة الواحدة اختلفت عن السابق وصل الى مرحلة أن الاخ يمكن ألا يرى «شقيقة « في رمضان وغيره والجار لا يعرف جاره ولا الطريق الى بيته لم تعد تصل الأطباق والصحون الممتلئة الى البيوت والألعاب الليلية الممتعة وأصوات الباعة المتناغم التي لازالت ترن في الذاكرة تحولت الى مجرد ذكرى وحنين .
يقظة :
• اللـهم أصلح لنا ديـنـَنا الذي هـو عـصمةُ أمرِنا .. وأصلح لنا دنيانا التي فـيها معـاشُنا .. وأصلح لنا آخرتـَنا التي اٍليها معـادنـا .. واجعـل الحياة زيادةً لنا في كل خير .. واجعـل الموتَ راحةً لنا من كلِ شر.
الـلهم إنا نسألـُـك فعـلَ الخيرات .. وتركَ المنكرات .. وحبَ المساكين.. وأن تغـفـر لنا وترحمنا وتتوب علينا .. واٍذا أردت بقـومٍ فـتنةً فـتوَفـنا غـير مفـتونين .. ونسألك حبَـك.. وحبَ مَن يُحـبـُـك.. وحب كل عـملٍ يقـربنا إلى حـبـِك .. يا رب العــالمـين .