Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إلاَّ طيبة الطيبة!!

ما أتعس البشر عندما تقودهم شياطين الإنس والجنِّ إلى شرِّ أعمالهم، فهذا المعتدي على حرم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومسجده الشريف، وخير بقاع الأرض في المعمورة كلّها لم يرعَ حرمة المكان والزمان، وبذل

A A
ما أتعس البشر عندما تقودهم شياطين الإنس والجنِّ إلى شرِّ أعمالهم، فهذا المعتدي على حرم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومسجده الشريف، وخير بقاع الأرض في المعمورة كلّها لم يرعَ حرمة المكان والزمان، وبذلك ارتكب جُرمًا عظيمًا أسخط الله عليه، والملائكة، والناس أجمعين.
طيبة الطيبة مهاجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومثوى جسده الطاهر الشريف، التي امتدحها -بأبي وأمي هو رسول الله- بأنَّها أفضل البقاع إلى الله، وأحبَّها إليه، حيث حذَّر عليه الصلاة والسلام من العمل المشين على أراضيها، حيث يقول: «المدينةُ كلُّها حرمٌ مَا بينَ عيرٍ إلى ثورٍ، فمَن أحدثَ فيهَا حدثًا، أو آوَى محدِثًا، فعليهِ لعنةُ اللهِ والملائكةِ والنَّاسِ أجمعينَ، لا يُقبلُ منهُ يومَ القيامةِ صرفًا، ولا عدلاً».
والشقيُّ الذي يصيب فيها حدثًا، أو يؤوي محدثًا، أو مقترفًا لذنبٍ لشدّة حرمة أراضيها، فما بالك بمَن تجرَّأ على مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأراد أن يبطش بالمسلمين، ويقتل المئات منهم، وهم وقوف بين يدي الله -عزَّ وجلَّ- في أقدس البقاع وأطهرها -بعد المسجد الحرام- في أفضل الشهور وأجلِّها، وهو شهر رمضان المبارك، وفي العشر الأواخر منه، طالبين العفو والمغفرة من ربٍّ كريم، وبجوار رسول عظيم، صلوات ربي وسلامه عليه؟
وقفة رجال الأمن، ويقظتهم كانت كرامةً وتوفيقًا من الله -عزَّ وجلَّ- لحماية عباده الصالحين في داخل المسجد، ولذلك صرف الله شرَّ ذلك الأرعن المخالف لشرع الله ورسوله، من الوصول إلى داخل الحرم، وحفظ الله أرواحَ الألوف من القائمين، والعاكفين، والركّع السجود، الذين جاءوا من مشارق الأرض ومغاربها حبًّا في الله ورسوله -عليه أفضل الصلاة والسلام-. وهي رسالة موجَّهة لكلِّ مَن يحاول المساس، أو الاعتداء على حرمات الله، ومساجده، ومشاعره المقدَّسة بأنَّ جزاءه جهنم وبئس المصير، لا يُقبل منه عدل ولا صرف يوم القيامة.
هي المدينة الآمنة المطمئنة التي وصفها -صلى الله عليه وسلم- بأنَّها دار الإيمان، حيث يقول في الحديث الصحيح: «إنَّ الإيمانَ ليأرزَ إلى المدينةِ كمَا تأرزُ الحيَّةُ إلى جحرِهَا»، ويقول فيها عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام: «مَن أرادَ أهلَ المدينةِ بسوءٍ، أذابَهُ اللهُ كمَا يذوبُ الملحُ في الماءِ».
* وقفة:
إنَّنا لنلفت نظر المسؤولين القائمين على المراكز الصيفيَّة والتجمّعات الشبابيَّة، خاصَّة المقامة في بيوت الشباب، أن يكون الإشراف على هذه البيوت والمتابعة لصيقة، وأن تسند مهام هذه الأنشطة التي تمتد ليومين، أو ثلاثة لمرافقة هذه الفئات السنيَّة الصغيرة إلى رجال ثقات؛ لأنَّ معظم روَّادها من الأحداث صغار السنِّ الذين سرعان ما يُغرَّر بهم، ويُسيطر على عقولهم البسيطة، وانقيادهم بسهولة لأصحاب الغواية والضلال، وتحويلهم إلى قنابل موقوتة تفجِّر وتخرِّب في معظم أرجاء البلاد.
حفظ الله بلادنا من كل مكروه، وردَّ كيد الظالمين في نحورهم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store