ترسيخ وتأصيل الوطنية

نعيش في نعمة عظيمة من الأمن والأمان بفضل الله ثم بفضل القيادة الرشيدة حفظها الله مما جعل المملكة في ظل هذه النعم وغيرها عرضة للفتن والتي تصنعها الأجندات الخارجية ورأينا ما تعرضت له المملكة وشعبها ومقدراتها في السنوات الماضية وحتى الآن من تنظيمات داعش والقاعدة في توجيه سموم العداء وتوجيه مخططات الإرهاب لتنال من هذا البلد العظيم بتاريخه وبقيادته وشعبه المتفاني في حبه وعشقه والذود عن مقدراته وترابه.
وبما أننا أمام تخطيط أزلي ومتجدد من الأعداء الذين يحاولون النيل من هذا الوطن ومن تماسكه ووحدته وسيفشلون بأمر الله قادماً كما فشلوا ماضياً فإننا أمام جبهات خارجية تعتمد على التخطيط وزرع الفتن وتأجيج العداء مما يجعلنا أمام أعداء يتربصون بنا الدوائر فعلينا أن نواجه هذه المعركة التي تدار بخطط استباقية وتخطيط قوي كدفاع ومنع يفشل هذه المخططات وينشئ لدينا أجيالاً على قدر عال من الكفاءة الوطنية والمسؤولية الفكرية لوأد هذه المخططات وليكونوا عوناً ودعماً لمن سيأتي من ورائهم من أجيال وبالتالي ستكون لدينا قاعدة بشرية وفكرية كبيرة وعميقة لردع الأعداء ومنع المتربصين وإفشال مخططات الحاقدين .
أرى أن يتم وضع مشروع وطني لتأصيل وترسيخ الوطنية بخطة كبرى تشمل تأصيل الفكر المعتدل وحب الوطن ووضع صورة واضحة لما يتعرض له الوطن من عداء بالخارج وكيف يقف الوطن صفاً واحداً أمام هذه الفتن .
أتمنى أن يكون الأساس في المنزل من خلال الأسر التي يجب أن ترفع درجة الإحساس بالوطنية الصادقة وترسيخها وتربية أبناء وبنات الأسرة على ذلك منذ الصغر وربطهم بتاريخ الوطن وتعزيز المفاهيم الوطنية ودعم التربية المتواصلة في ذلك ومتابعة مستمرة لسلوك الأبناء وخصوصاً في مرحلة المراهقة ورفقائهم ومراقبة سلوكهم الفكري ورصده وأيضاً التعزيز المتواصل للمفاهيم والتربية الوطنية بجانب الأسرية حتى ننشئ أجيالاً متمسكة بكتاب الله وسنة رسوله وتسير على منهج الشريعة وعلى الولاء للقيادة الرشيدة التي أسست وأرست دعائم الأمن والأمان وتوفير كل سبل العيش للمواطن وتحويل وطننا الى وطن أول في مقدمة الأوطان والشعوب .
على الجانب الآخر هنالك مسؤولية مناطة بالتعليم عن طريق تكثيف ترسيخ الوطنية وتأصيلها في عقول النشء منذ المراحل الأولى واستمرارها في مراحل لاحقة من التعليم حتى يرتبط الطالب والطالبة بالوطن وأساس المواطنة وأيضا تدريب المعلمين والمعلمات على الاستفادة من حصص النشاط والأنشطة المختلفة في تأصيل هذا المفهوم الكبير ونبذ الطائفية والعنصرية، وعلى إدارات التعليم تكثيف الفعاليات المتعلقة بالمواطنة في المدارس وفي شتى المناسبات .
وعلى الإعلام بمختلف وسائله أن يرفع مستوى الجهد والتوعية في بث رسائل إعلامية مختلفة لتأصيل المواطنة الصادقة نحو الوطن والقيادة لتصل الى كل عقل وقلب والى كل بيت وعلى الجهات المعنية كلاً فيما يخصه أن تتعاضد للتخطيط لترسيخ وتوطيد الوطنية فنحن وطن واحد متحد مع قيادته وضد أي فتنة أو عداء ليكون وطننا دائماً وأبداً من خير الى خير.