Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عشوائية المطبّات الاصطناعية

كبرت مدينة جدة، واتسعت أحياؤها، وزاد عدد سكّانها (يفوق الـ 4 ملايين نسمة) وتعددت مشكلاتها من ملوثات بيئية، وحفر بالوعية، ومطبّات اصطناعية، حفر لمشروعات متباطئة في جميع أرجاء المدينة.

A A
كبرت مدينة جدة، واتسعت أحياؤها، وزاد عدد سكّانها (يفوق الـ 4 ملايين نسمة) وتعددت مشكلاتها من ملوثات بيئية، وحفر بالوعية، ومطبّات اصطناعية، حفر لمشروعات متباطئة في جميع أرجاء المدينة.
عانى سكّانها كثيرًا من وجود الحفر البالوعية التي أهلكت السيارات، وعجلت بعمرها الافتراضي، وكسّرت أذرعتها ومساعداتها، لأنها منتشرة في كل مكان، وبلغ تعدداها (34.000 حفرة بالوعية على مستوى المحافظة)، وعالجت أمانة جدة جزءا منها ولكن بقي الجزء الأكبر منها لم يعالج حتى الآن!!.
رغم معاناة مستخدمي الطريق من مشكلات الحفر، ظهر مشكل آخر وهو إقامة مطبّات اصطناعية في العديد من الشوارع الداخلية في الأحياء وبكثرة غير مقبولة وحسب أهواء ساكني هذه الشوارع والمطلّين عليها، لكبح جماح سرعات السيارات والتقليل من حوادثها، ورغم أن هذا المقصد نبيل في جوهره، إلا أن معظم هذه المطبات أقيمت بطريقة ارتجالية وغير هندسية من حيث الارتفاعات، وأماكن وجودها، وكثرة أعدادها، وطرق توزيعها، ولعلك تعجب أن تجد أكثر من عشرة مطبّات في شارع واحد، وبعضها مرتفع جدًا لدرجة أنك إن تجاوزته على غفلة انكسر جزء من سيارتك، علما بأن هذه المطبّات ممنوع إقامتها نظامًا، أو وضعها في أي شارع دون علم المرور، ولا توضع عشوائيًا من قبل من هبّ ودبّ، وأن توضع لها ضوابط بحيث تنشأ بطريقة هندسية وفي أماكن محددة من قبل إدارة المرور، حتى تحقق الهدف المنشود من إنشائها، وتوضع مثلا: عند مباني المدارس، وأماكن خروج الطلاب، وعند تقاطع الطرق المهمة، وأن تُطلى باللون الأصفر الفسفوري لتنبيه السائقين بوجود مطبّات اصطناعية لتهدئة السرعة لأن هناك ما يستحق تقليل السرعة من أجله، والانتباه لعابري الطريق.
دور أمانة محافظة جدة وإدارة مرورها يتمثل في عمل مسح شامل لجميع الشوارع في داخل الأحياء، وحصر هذه المطبات، والعمل على إزالة غير المجدية منها، أو التي لا داعي لوجودها بهذه الكثرة غير المقننة في الشوارع العامة، مع أخذ التعهدات على كل من ينشئ مثل هذه المطبّات بألاّ يكرر ذلك، وأن تحدد الأماكن المهمة التي تتطلب وجودها، وعمل تحديد مقاسات ارتفاعاتها، وأن تُطلى باللون الأصفر الفسفوري.
نريد أن تظهر مدينتنا بالشكل اللائق والمظهر الحضاري المطلوب، وأن نتجاوز عن جهل بعض المواطنين في عمل منشآت قد تضرّ بمصالح الآخرين دون علم، وأن نعمل ما هو مطلوب وفق معايير وأنظمة دولية تبين لنا كيفية استخدام شوارعنا وطرقاتنا، والحفاظ عليها من عبث العابثين، وان نضمن سلامة الطريق وسالكيه بأن توضع لوحات إرشادية تساعد سائقي السيارات في تهدئة السرعة عند الأماكن المهمة تحمل عناوين مثل: «انتبه: عبور أطفال مدارس»، «السرعة 30 كم في الساعة»، «أمامك مدرسة»، «أمامك تقاطع مهم» فمثل هذه اللوحات تعمل على تهدئة السرعة وتعطي إنذارًا مبكرًا لسائقي السيارات، وتحافظ على أرواح مستخدمي الطريق، وإن كان ولابد من عمل مطبّات اصطناعية مكتملة المواصفات، فيجب أن توضع من قبل الجهات ذات الاختصاص وفي الأماكن المخصصة حفاظًا على حقوق الجميع.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store