Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أحادية الرؤية !

يتبنى كثير بل جل ممن يخطبون من على المنابر قول مذهب واحد في المسائل الفقهية ،مع العلم بأن المسائل الفقهية جاز فيها الاختلاف ،سواء كانت تلك المنابر منابر صلاة الجمعة أو المنابر الدعوية عبر وسائلها المت

A A
يتبنى كثير بل جل ممن يخطبون من على المنابر قول مذهب واحد في المسائل الفقهية ،مع العلم بأن المسائل الفقهية جاز فيها الاختلاف ،سواء كانت تلك المنابر منابر صلاة الجمعة أو المنابر الدعوية عبر وسائلها المتعددة سواء محاضرات مباشرة أو عبر وسائل الإعلام المتعددة ويتناقلها أفراد المجتمع عبر وسائل التواصل دون دراية أو علم ويؤيدون ما فيها وبتعصب غريب.
وقد استمعت لخطبة جمعة دار حديثها حول سنن يوم الجمعة ولم يلمح الخطيب بأن هناك اختلافاً في بعض ما قاله، ولست معترضاً بالكلية على طرحه المذهب الذي يتمسك به بل من الأمانة الشرعية والعلمية أن يذكر الاختلاف أو أقلها يقول بأن هذا في قول بعض العلماء والبعض الآخر له قول آخر مخالف ،فمثلاً ذكر بأن صلاة الجمعة لا يجمع معها صلاة العصر للمسافر في حين أن البعض قال بجواز الجمع وأيضاً ذكر فضل وفضائل قراءة سورة الكهف في حين هناك من ضعَّف الأحاديث المذكورة في فضل قراءتها ، وكذلك الحال مع نقض لحم الإبل للوضوء فقد أخذ به صاحب مذهب واحد.
والان نحن على مشارف شهر الحجة المبارك وشرع فيه بل ندب للقادر أن يضحي ،أجزم أن هناك من سيذكر عدم جواز الأخذ من اللحية وقص الأظافر وحلاقة الشعر لمن أراد أن يضحّي وينزلون الناس على هذا القول مع أن المخالفين له والمجيزين أكثر ممن يقولون بعدم الجواز .
القضية ليست بسيطة مع ديانة الاسلام التي فيها السماحة والتيسير، وكم من مسائل عدة بعد سنوات من التشدد رجع البعض عنها وكانت قيوداً وسلاسل على المسلمين وبعضها أخَّر الحياة العلمية والعملية وأدى الى تأخر الامة الإسلامية عن ركب التقدم.. المسألة تحتاج منا الى مراجعة كاملة للفكر الموجود والمسيطر على عقول الأمة والدعاة وفي أمور متعددة كثيرة جداً.
وأقترح للقارئ مرجعاً ثميناً بمحتوياته عن المسائل الفقهية ، ولا غنى لبيت من بيوت المسلمين عنه، وهي مطروحة حسب المذاهب المعتبرة شرعاً ألا وهو «الفقه الاسلامي وأدلته « للشيخ أستاذ دكتور وهبة الزحيلي وهو مكون من عشرة أجزاء والجزء الحادي عشرة فهرس لما ورد في الأجزاء العشرة ،وهو كتاب ثمين يغني عن أقوال المتعصبين الذين يحلو لهم التشدد للقول الواحد ويعتبرون غيره باطلاً .
وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store