مسافة تحول من الفشل إلى النجاح

حياة الإنسان عبارة عن محطات، بعضها عثرات طُوتها التجارب والأيام، وبعضها الآخر نجاحات دامت، وبين هذه وتلك كان السقوط ثم النهوض مرات ومرات.
ملأت قصص الناجحين التي قرأنا عنها العين والسمع، وكان لكل منهم تجاربه المريرة مع الفشل وعثراته، إلا أن أيًا منهم لم يكن السقوط يشغله، بل كان شغله الشاغل: كيف ينهض من جديد؟.
* وينستون تشرشل..
فشل في الصف السادس الابتدائي، وقبل أن يتجه إلى العمل السياسي كانت له تجاربه في الكتابة والرسم والصحافة، وبالرغم من ذلك فشل في معظم الانتخابات العامة.. وعندما بلغ عمره اثنين وستين عامًا أصبح رئيسًا لوزراء بريطانيا.
* ستيف جوبز مؤسس امبراطورية آبل..
تعرّض للفشل في مقتبل حياته العملية والطرد من الشركة التي أسسها، إلا أن هذا لم يمنعه من المحاولة مرة أخرى حتى أسس شركة آبل.
كثير من المواقف المحبطة وقفت في طريقنا، والكثير منها جرّت البعض إلى دائرة سوداوية من اليأس، ثم قادته صوب الوجهة الخطأ، والتي ما أن يطأها حتى يجد أن كلا انطلق في قطاره، وأن أقدامه لم تراوح مكانها.
من منا لم يقف الفشل على بابه يومًا، وكان كحجر عثرة في طريقه؟.
بما أن الإصرار بوصلة النجاح، فإن اليأس آفته، وعجلة الحياة لن تتوقف عن الدوران عند فشل هذا المشروع أو ذاك الحلم، ومن أطلق العنان ليأسه كي يُغرقه ويغرق معه مساحة واسعة من طريقه.. سيبقى أبدًا في قاعه، وهناك لن يكون في مقدوره أن يخلق له ولو منفذًا يعبر من خلاله من القاع إلى أول المنتصف.
طريق النجاح غالبًا لم يكن مفروشًا بالورود، ومن لم يسعَ إلى النهوض بعد السقوط، فقد ارتضى على نفسه التقوقع في خانة الصفر على هامش الحياة.
يقول طاغور: «الفشل هو مجموعة التجارب التى تسبق النجاح».
إذاً المشكلة ليست في الفشل نفسه، ولكنها تكمن في استثمار التجربة في المسافة الواقعة بين الفشل وتجاوزه حتى المضي قدمًا.
مرصد...
«إن عالي الجبال تكوّنت من صغير الحصى».. وللنجاح ضريبة غالية.. فإن لم تسعَ إليه، فإنك ستقضي نصف عمرك في الركض عكس التيار، والنصف الآخر، ندمًا على ما فاتك.