التوعية.. والشريط الوردي

تعتبر التوعية خط الدفاع الأول للوقاية والحماية من جميع السلوكيات والعادات السلبية والأمراض -حمانا الله عز وجل منها-، ولاشك أن التوعية تُحقِّق الفائدة منها؛ إذا كانت توعية مُخطَّطاً لها بشكلٍ علمي مدروس، بعيداً عن الاجتهادات الفردية، والتي تُسقط مفهوم التوعية الشامل الذي يحتاجه المجتمع لمواجهة مخاطر هذه السلوكيات والأمراض.
يصادف شهر أكتوبر من كل عام إقامة فعاليات تثقيفية متنوعة للتوعية بأورام الثدي، والقطاعات الصحية بالمملكة تُسخِّر جهودها من أجل توعية فئات المجتمع المختلفة، وتحديداً السيدات، لاكتشاف أعراض المرض المُبكِّرة في حال حدوثه –لا سمح الله- للحد من تزايد نسب الإصابة به، حيث أشار السجل السعودي للأورام في عام ٢٠١٠م أن عدد الحالات المسجلة بسرطان الثدي ١٤٧٣ حالة، بنسبة ١٥ بالمائة، ولكنه يُمثِّل ٢٧ بالمائة من جميع السيدات المصابات بهذا المرض عموماً، وأن متوسط العمر هو ٤٨ عاما.
وقد أطلق مركز الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الفيصل للأورام بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بهذه المناسبة الحملة السنوية التوعوية لسرطان الثدي، والتي تستمر حتى ٣١ أكتوبر الجاري، ويعتبر الدكتور متعب الفهيدي استشاري أورام الثدي بالمركز أحد الوجوه المضيئة لمفهوم التوعية في مجال تخصصه، لإيمانه الكامل بأهمية العمل الجماعي المتكاتف في مجال التوعية، حتى تُحقِّق نتائجها المرجوة.
لا أبالغ إذا قلت بأن مفهوم التوعية يجب أن يُدرج تحت تخصُّص علمي يُدرَّس، لأنها أصبحت مطلباً مهماً في جميع المجالات، بعيداً عن مفهوم التوعية الوقتية، والذي يتزامن مع المناسبة.
* رسالة:
يصعب أحياناً أن تشتمل «كلمة» على الكثير من المعاني المهمة التي يحتاجها المجتمع.. و»التوعية» بحروفها البسيطة تعني بمعناها الواسع؛ حماية العقول من الأفكار الهدامة، قبل الأبدان العليلة من المرض.