Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

في لعبة الكراسي.. هل ينجح العماد؟

حقاً هي مطبّات يواجهها العماد ميشال عون من أجل الوصول إلى قصر بعبدا ليحكم اللبنانيين من هناك، بدأت بتصريح إيراني سابق مفاده: «من سابع المستحيلات رئاسة عون»، وانتهت بخطاب السيد حسن نصر الله الذي وضع نو

A A
حقاً هي مطبّات يواجهها العماد ميشال عون من أجل الوصول إلى قصر بعبدا ليحكم اللبنانيين من هناك، بدأت بتصريح إيراني سابق مفاده: «من سابع المستحيلات رئاسة عون»، وانتهت بخطاب السيد حسن نصر الله الذي وضع نواة ترشيحه ومن ثم تخلَّى عن دعمه أمام حلفائه الذين يبدون بعض التحفظات عليه رغم ترشيح كتلة المستقبل الذي فاجأ الجميع، لقد بات العماد عون ليلته التي أعقبت موافقة زعيم تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري قرير العين، وضمن مقعده الرئاسي بعد أن ضمن تصويت معظم التيارات، فظن أن موافقة الحريري، والدكتور سمير جعجع، وجنبلاط، عوامل مساعدة، تلتقي مع رغبة حسن نصر الله، الذي راهن على ضرورة تعيينه، وعدّه مرشحه الوحيد، إلا أن خطاب «نصر الله» الذي ألقاه مساء يوم الأحد الماضي أصاب الجنرال «عون» في مقتل، وقضى على كل أحلامه وطموحاته، وزاد من الغموض الذي يلف الاستحقاق الرئاسي، والشغور الذي شارف الثلاث سنوات، فمع أن «نصر الله» أعلن بأن حزبه سيرشح الجنرال عون بالإجماع، إلا أنه ترك الباب مفتوحاً أمام حليفيه (بري وفرنجية) ليُقرِّرا ما يريانه، رفضا أو قبولا، طالبا من عون أن يتفاهم معهما، ومعروف عن أن الرئيس نبيه بري لديه تحفظات على تعيين العماد عون، بينما الوزير سليمان فرنجية الذي رشح نفسه للرئاسة رفض الانسحاب من الترشح.
لم يكن العماد عون يتوقع أن تأتيه هذه الطعنة من مَن قام بترشيحه وجعله خياره الأوحد، حتى هذا التصويت الذي سيمنحه إياه كان مشروطا، ذكره نصرالله في خطابه بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن حلفائه في حركة أمل وتيار المردة، بأنهم لا يلتزمون بأي اتفاق أو صفقة تمت بين رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، بمعنى أنه لا يوجد لديهم مانع من عودة الحريري كرئيس للوزراء، لكن أي حديث عن اتفاق ضمني بين التيار والمستقبل على توزيع حقائب، أو تعيينات أساسية، فهم غير معنيين بها على الإطلاق، وذلك يشير إلى أنه في حالة تكليف الرئيس الحريري برئاسة الوزراء، سيجد عراقيل تلو عراقيل من قبل كتلة الوفاء للمقاومة وحلفائها عند تشكيله لحكومته، ومن المستحيل عليه التوصل إلى تحقيق مطالب كل الكتل للمناصب الوزارية أو السيادية، فالكل لديه مطالب تعجيزية، تحوم حول المناصب السيادية، تشل الرئيس عن تشكيل حكومته، وتجرّه إلى فترة انقضاء الستة أشهر الأولى التي تعقبها الانتخابات النيابية ليفقد بذلك صفته كرئيس مكلف بتشكيل حكومة.
الصورة مازالت ضبابية، فلا أحد بإمكانه أن يجزم بأن الجلسة التي ستعقد في القريب العاجل، والتي يتم فيها اختيار رئيس للبنان سوف تسفر عن نجاح، على الرغم من أن الرؤية الشاملة للموقف تنبئ عن وضع نهاية لهذا الفراغ، وأن البوادر إيجابية بعد أن تم تجاوز الكثير من العراقيل التي كانت تقف حجر عثرة في طريق الوصول إلى وضع حد للشغور الرئاسي، لكن دواعي القلق تأتي من التصريح الإيراني الذي ذكرناه، والذي يستبعد رئاسة عون ويعدّه من سابع المستحيلات، ومن الانقسام الذي تشهده مختلف التيارات السنية والشيعية والمسيحية، ولذلك يبقى مصير الجنرال عون معلقاً إلى أجل غير مسمى.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store