فيصل .. رزقكم الله الرحمة التي رجوتموها

زاد عدد المعارف في وقتنا الحالي ومنهم من لم ترَه من قبل ،وكل ذلك عبر وسائل التواصل خاصة قروبات الواتس أب ،وشاء الله أن أُشرَك في قروب اسمه «أهل المدينة المنورة « وتعرفت على شخص في أواخر أيامه وتبادلت معه الرسائل وعرفت أنه مصاب بسرطان تفشى في جسمه ونهشه واتصلت به هاتفياً ويا الله من شخص في أيامه الأخيرة واثق في رحمة ربه وربنا الله العلي القدير، وزرته ويا لتلك النفسية والنفس الراضية بما كتبه الله عليه ،قال لي حرفياً :عندما بُلغت بأن المرض وصل الدماغ تأثرت ولكن سرعان ما أيقنت بأن مآلي الى رب رحيم غفور وأطمع في جنته .
ويشهد الله أن الابتسامة على وجهه ومحياه لم تفارقه طيلة زيارتي له وأراها في كل رسالة يرسلها عبر القروب وأحياناً صوتية وما لبث أن توفاه الله بعدها بأيام معدودة رحمك الله يا فيصل فضل يا ابن طيبة الطاهرة الطيبة وطيب الله ثراك ومثواك وأدخلك جنته التي تمنيت ووثقت برحمة ربك الرحمن الرحيم العفُوِّ الكريم ولا خيَّب الله لك رجاء ،وحرَّم جسدك وروحك على النار .
الدنيا صغيرة والحياة قصيرة ومن لم يدركه الموت اليوم فلا بد منه في يوم من الأيام لذلك أمرنا الحبيب صلى الله عليه وسلم بتذكر الموت فإنه يعود بالعبد إلى الله.
ونحن المسلمين نتذكر الموت لنستعد له وليس معنى ذلك أن نعيش أمواتاً بل معمرين للأرض مبتكرين للتقنية ومعدين السلاح للأعداء المحاربين ومنتجين ومخترعين الدواء الناجع ومفكرين في ملكوت الله مستغلين سبل التنمية ومفتشين عن وسائل العيش بدون تبذير ولا تقتير وكل ذلك فيه أجر وغير مفرطين في العبادات ونسكها وأولاً وأخيراً نحن عبادَ الله والمسلمين مسلِّمون بدين الله الخاتم الذي بعث به المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي يدعو الى عمارة الأرض بمفهومها الذي أراده الشارع الحكيم وبهذا التعمير وتأدية العبادة المفروضة من قبل العلي القدير والمسنونة من الحبيب صلى الله عليه وسلم نكون معمرين لدنيانا ولآخرتنا .نسأل الله لنا ولكم حسن الختام بعد عمل صالح في الأرض وعبادة لله العلي القدير تقيَّة نقية خالصة لوجهه الكريم .
وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.