..في عام 1386هـ بدأ تشكيل جهاز المباحث العامة بصورة مستقلة، وأنيطت به في بداية الأمر مهام عدة، أبرزها شؤون المخدرات والشرطة الدولية والتزوير والرشوة والتهريب .إلاّ أنّ المتغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية والظروف الإقليمية المحيطة فرضت نفسها لإعادة النظر في مسؤوليات ومهامّ هذا الجهاز.
بداية التحول
في صبيحة اليوم الأول من شهر محرم لعام 1400هـ، استفاق العالم على أول عمل إرهابي نوعيّ تشهده المملكة استهدف المصلّين والطائفين في بيت الله الحرام بمكة المكرمة حيث شكلت حادثة جهيمان منعطفًا تاريخيًا في مفهوم الأمن الوطني وسجّل رجال المباحث العامة أولى بصماتهم في التصدّي لتلك الجماعة ومحاصرة فلولها الذين كانوا يختفون في عدة مناطق .. بدأت رحلة تطوير هذا الجهاز بدعم مباشر من صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز-يرحمه الله- وزير الداخلية آنذاك، وأولى هذا الأمر جلّ إهتمامه بدعم وتأهيل الضباط والأفراد وإرسالهم في بعثات داخلية وخارجية ليكتسبوا مزيدًا من الخبرات والمهارات والمعارف المهنية والاكاديمية في المجالات الجنائية والقانونية والنفسية والفكرية.إلى جانب توفير وتسخير كل الإمكانات المادية من تجهيزات وتدريب. وأُعلنت حينها الرسالة الوطنية لجهاز المباحث العامة وهي:
«تحقيق وترسيخ الأمن في المملكة، بالتنسيق مع كافة القطاعات في الدولة، لاستمرار المجتمع في مسيرة التنمية والبناء ورسم الحضارة الخاصة به، في ظل كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم».
احترافية عالية
• خاض رجال المباحث العامة معارك شرسة في الخفاء مع الجماعات المتطرفة طوال الأربعين عامًا الماضية، بدأت بجهيمان وحزب الله الكويتي وحزب الله السعودي . ثم ظهر جرذان تنظيم القاعدة ومن بعدهم أذناب إيران في القطيف والعوامية، وأخيرًا دراويش التنظيم الأسود «داعش». وفقد الجهاز عشرات الشهداء من رجاله.
• تعامل الجهاز الأمني الرائد باحترافية عالية مع كل التنظيمات والمخططات وواكب في خططه ومنهجه وقدراته جميع المتغيّرات والاستراتيجيات وكان ندًا عنيدًا لكل المخططات بل سجل حضورًا استباقيًا مبكرًا في كل بقعة كان يستهدفها الإرهاب على تراب بلادنا الطاهر وساهم رجاله بفضل الله في إحباط 95% من العمليات الإرهابية التدميرية التي كانت تستهدف أمن المجتمع والنيل من مكتسبات الوطن وجرّ البلاد إلى براثن الفوضى والدمار تلبية لإجندات خارجية حاقدة رغم كل ما يكتنف تلك المخططات من احتياطات وسرّيات . إلاّ أنّها كانت تتهاوى أمام يقظة المخلصين أولًا بأول.
• اكتسب هذا الجهاز خبرات تراكمية عظيمة خلال تعامله الأمني والفكري مع تلك الجماعات وأصبح مرجعًا في شؤون الجماعات المتطرفة لكل الاجهزة المشابهة في مختلف دول العالم بما في ذلك أجهزة الاستخبارات الأمريكية والعالمية المشهود لها بالقوة والعراقة. وأصبحت المملكة مصدرًا للمعلومات الدولية في مجال مكافحة الإرهاب الأمر الذي ساعد في كشف خلايا ومخططات كانت تستهدف دولا شقيقة وأخرى صديقة .
لماذا نشكر المباحث؟
عن رجال المباحث العامة والجنود المجهولين في معركة الإرهاب وحماية تراب الوطن أتحدث اليوم لعلي أوفّي هؤلاء الرجال حقّهم من الثناء، فمن لايشكر الناس لايشكر الله .
وإذا كنتُ على قناعة تامة بأن هؤلاء الأشاوس يفضّلون العمل بصمت بعيدًا عن الأضواء لطبيعة عملهم ومهامهم . فإني أستميحهم العذر لأقترب منهم حبًا وإعزازًا . حاملًا لهم فخر وتقدير كلّ غيور على هذا الوطن المعطاء. فقد كان لجهودهم بعد إرادة الله الفضل في تجنيب البلاد والعباد حوادث أمنية وعمليات إرهابية، كانت تستهدف أمن المواطن والمقيم بعنف شديد، كان آخرها إحباط تفجير ملعب الجوهرة. فلولا الله ثم يقظة هؤلاء البواسل لكنّا اليوم نتلقى العزاء في 60 ألف مواطن ومقيم وكانت ستكون أكبر كارثة أمنية في العصر الحديث. لأن كمّيات المتفجرات المجهزة كانت كافية لنسف الملعب وبعض الأحياء المجاورة.
جنرال مكافحة الإرهاب
بالتأكيد أن هذه النجاحات لم تكن وليدة الصدفة، لكنها كانت ثمرة لجهود تابعها بشكل مباشر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الداخلية منذ أن تولّى سموه ملف الإرهاب عند تعيينه مساعدًا لوزير الداخلية في عام «1420 هـ» فأشرف عن قرب، وتابع لحظة بلحظة أداء هذا الجهاز مع أجهزة وزارة الداخلية الأخرى لينقذ الوطن مما يحاك ضده من الأعداء، وتعرّض سموه ثلاث مرات لمحاولات اغتياله من فلول الجماعات المتطرفة بعد أن أوجعتهم الضربات الاستباقية وتفكيك خلاياهم والقضاء على قادتهم في وقت وجيز. حتى أضحت التجربة السعودية محلّ انبهار العالم، ومُنح سموه لقب جنرال مكافحة الإرهاب باقتدار.
نجاح المعالجة الفكرية
هذا الجهاز لم يكتف بالمواجهة الأمنية وأسلوب التحرّيات ورصد المارقين و ضبطهم والتحقيق معهم وتقديمهم للعدالة . لكنّه تجاوز مهامه وأدواره ليغطي أدوارًا تأخرت جهات أخرى في القيام بها بعد أن ضاعت مسودّة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب في أدراج بعض الوزارات المعنية فتصدّى رجال المباحث العامة للمواجهة الفكرية مع المارقين وأنشأ برنامج المناصحة الذي تحوّل إلى مركز متخصص استفاد منه أكثر من 3 الآف موقوف، 86% منهم تصحّحت أفكارهم وخرجوا إلى المجتمع أسوياء بعد مناصحتهم وإعادة تأهيلهم، ونجحت جهود المركز في معالجة الفكر الضال بالفكر المعتدل، بعيدًا عن الحلول العسكرية بأسلوب علمي ومفهوم شرعي لمنهج الوسطية والإعتدال مع مراعاة الجوانب النفسية والاجتماعية لتصحيح الانحرافات الفكرية وإزالة الشبهات بل تعدى الأمر إلى رعاية المستفيدين وأسرهم بعد خروجهم واندماجهم بالمجتمع إلى جانب ماشهدته سجون المباحث من تحديث وتجهيز يحفظ للموقوف كرامته وإنسانيته ويوفّر لذويه خدمات اجتماعية وإنسانية ومادية تضمن لهم حياة كريمة طيلة إيقاف ابنهم من مبدأ لاتزر وازرة وزر أخرى ..حتى بلغ اجمالي ماتم صرفه نقدا للموقوفين وذويهم كمكافآت ورواتب وتعويضات ومساعدات أكثر من مليار ريال في عشر سنوات.
إنسانية المباحث
في جهاز عسكري يضطلع بمهام أمنية ويتعامل مع أخطر المجرمين وأكثر المنظمات الإرهابية غموضًا وتعقيدًا وشراسة ليس من السهل أن تجمع بين اليقظة والحزم واللين والإلتزام بمبادئ الشريعة وقوانين حقوق الإنسان . لكن جهاز المباحث السعودية استطاع أن يتفوّق على نفسه في هذا الجانب فَحَوّل المجرمين إلى أسوياء والتكفيريين إلى متنوّرين والتفجيريين إلى مواطنين صالحين من خلال برامج المناصحة والتعامل الإنساني مع الموقوفين وذوي المطلوبين. حتى بات هذا الجهاز صديقًا لكل مواطن يحلم بالعيش في أمن وأمان . وتحوّل الرقم 990 إلى ملاذ لكل أبٍ مكلومٍ، أبتلي بانحراف ابنه. وملجأ لكل خائفٍ استشعر مايهدّد أمنه.وصحّ أن نسميه جهاز امن المجتمع.
تعظيم سلام
واليوم ونحن نشهد هذه الإنجازات الأمنية المتوالية والضربات
الاستباقية التي حالت دون وقوع كثير من الأعمال التدميرية يحقّ لنا أنّ نفخر بهذ الجهاز، وأن نقف تحية إجلال وإِكبار وتعظيم سلام لرجاله المخلصين الذين يواصلون الليل بالنهار، لايعرفون طعمًا للراحة و الإجازات..تخلّوا عن ارتباطاتهم الأسرية والاجتماعية للسهر على أمننا وحماية مقدرات وطننا مستشعرين دورهم الديني والوطني لملاحقة جرذان الظلام وصراصير الإرهاب، مضحّين بأنفسهم وراحتهم من أجل أن نعيش آمنين . ولهم الحقّ علينا في أن نساندهم بالإبلاغ عن أي شبهة أو منحرف أو ضالّ . فهم رجال أقسموا على كتاب الله بالإخلاص لله ثم للمليك والوطن فصدقوا ماعاهدوا الله عليه.
خاتمة:
«عينان لاتمسّهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله».
الأهداف العامة للجهاز:
• المحافظة على الكيان السياسي والأمني للمملكة.
• مكافحة العمليات الإرهابية والتخريبية.
• مواجهة الحركات الفكرية والدينية المتطرفة ذات المبادئ الهدّامة.
• مكافحة عمليات التجسس الأجنبية.
• مكافحة الفساد الإداري.
• متابعة جميع الأنشطة في المملكة، بما في ذلك الأنشطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والدينية.
• متابعة التنظيمات الاجتماعية ومطالبها وتطلعاتها وتفاعلاتها معًا.
• المحافظة على أمن الدولة في جميع الجوانب، سواء كانت سياسية، أو اقتصادية، أو عقائدية، أو اجتماعية.
إحصائيات الإرهاب الأسود في المملكة خلال 13 عاما أبرز المضبوطات للفئة الضالة
252 عملية إرهابية تم إحباطها 3 صواريخ سام 7
127 عملية نفذها الإرهابيون 6 بطاريات صواريخ
58 خلية إرهابية تم تفكيكها والقبض على أفرادها 18 قذيفة أر بي جي
272 مطلوبا أمنيا في 10 قوائم خلال 13 عاما 2354 رشاشا آليا
843 موقوفا ينتمون لتنظيم داعش الإرهابي 5712 مخزن رشاشا آليا
167 شهيدا من رجال الأمن 632 بندقية
114 ضحايا من المواطنين والمقيمين 1235 مسدسا
407 مصابين من رجال الأمن 852.662 ذخيرة حية
186 إرهابي تم تصفيتهم 27 وكرا لتجهيز المتفجرات وتشريك السيارات
574 مصابين من المواطنين والمقيمين 11 سيارة مفخخة تم تفكيكها
أبرز التنظيمات الإرهابية التي استهدفت أمن المملكة
جماعة جهيمان
حزب الله في الحجاز
حزب الله الكويتي
تنظيم القاعدة
تنظيم داعش
إرهابيو العوامية والقطيف
شكراً رجال المباحث العامة
تاريخ النشر: 06 نوفمبر 2016 01:13 KSA
..في عام 1386هـ بدأ تشكيل جهاز المباحث العامة بصورة مستقلة، وأنيطت به في بداية الأمر مهام عدة، أبرزها شؤون المخدرات والشرطة الدولية والتزوير والرشوة والتهريب .إلاّ أنّ المتغيرات الاجتماعية والثقافي
A A
