هزيمة النسخة الأخرى !

• أفرزت الانتخابات الأمريكية الأخيرة حقائق كشفت عن واقع جديد لمراحل قادمة تتمثل في الإعلام الجديد واستطلاعات الرأي اضافة الى التأكيد على فقدان المصداقية في الإعلام الأمريكي الذي أعطى مؤشرات قوية على فوز هيلاري كلينتون منذ وقت مبكر وحتى قبل نهاية الانتخابات بساعات قليلة سواء من خلال استطلاعات الرأي الذي يرى البعض أنها غير حقيقية أو غيرها .
وفق دراسة صدرت مؤخراً فإن الاعلام الأمريكي فقد مصداقيته بنسبة كبيرة من خلال مراحل تدريجية كذلك فإن الإعلام الجديد أثَّر بشكل كبير على الإعلام خاصة الورقي مما أفقده التأثير على الرأي العام ، لذلك كان الحرص على الإعلام الجديد خلال الانتخابات الأمريكية ليست فقط التي انتهت قبل أيام إنما منذ سنوات أوباما الرئيس الأمريكي المنتهية مدته الذي استثمر الإعلام الجديد بكل تفاصيله منذ انتخابات فترته الأولى وكان لها تأثير واسع على الناخب لاسيما الشباب .
•في الانتخابات الأخيرة ارتفعت نسبة الاهتمام بالترويج للحملات الانتخابية في الإعلام الجديد حتى «سناب شات « دخل دائرة الاهتمام
وحسب قراءة للأرقام فإنها ارتفعت كثيراً عن سابقتها مما يؤكد قوة تأثيرها
«تويتر» مثلا ارتفع عدد المستخدمين من 185 مليون مستخدم عام 2012 ليصل أخيراً إلى 385 مليون مستخدم أيضا يبلغ عدد مستخدمي «فيسبوك» 1.7 مليار مستخدم شهرياً . وأكثر من 60% من البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي كثيراً . و40 % يحصلون على الأخبار من الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي.
صحيفة « نيويورك تايمز « اوضحت أن إنفاق الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري دونالد ترامب للتغطية الإعلامية في الاعلام الجديد وصلت لملياري دولار أمام 17.3 مليون دولار لشراء المساحات للإعلانات الانتخابية في وسائل الإعلام التقليدي .
هيلاري كلينتون أنفقت على حملتها في الإعلام الجديد ما يقارب 100 مليون دولار.
ترامب وكلينتون أعداد المتابعين على»تويتر» متقاربة يبلغ عدد متابعي ترامب 13 مليون شخص، وكلينتون 10.3ملايين شخص
• تحول الإعلام الجديد الى قوة دفع في القرار القيادي لقدرته وتأثيره على الرأي العام ولأنه محرك فعال بطريقة تصاعدية ..الواضح أن المستقبل ينبئ عن تطور تقني متسارع ، يبقى من الضروري استثماره إعلامياً وفي كل المجالات وعدم البقاء بمكان واحد أو ممارسة التأجيل والتراكم ليصعب بعدها اللحاق بالركب ودفع الثمن غالياً.
يقظة :
• نسبة القراء المتصاعدة في الإعلام الجديد تكرر السؤال : هل ذلك يشير بقوة الى هزيمة للنسخ الورقية وهو ما يتضح من خلال انخفاض حاد في حجم الإعلانات الذي يعد مورداً رئيسياً للصحف كما أن إغلاق صحف ورقية ذات تاريخ وتحولها الى إلكترونية يؤكد ما يطرح ،ويتكرر سؤال آخر كيف يمكن إنقاذ الصحف الورقية من الهزيمة ؟