Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

رئيس جديد لأمم بلا فاعلية!

اعتبارا من يوم الأحد المقبل، سيتسلَّم السيد «أنطونيو جوتريس» منصبه كأمين عام للأمم المتحدة، بعد أن تم انتخابه بالإجماع خلفا لـ»بانكي مون»، الأمين العام السابق، ويحمل كغيره من سابقيه آمالاً كباراً في أ

A A
اعتبارا من يوم الأحد المقبل، سيتسلَّم السيد «أنطونيو جوتريس» منصبه كأمين عام للأمم المتحدة، بعد أن تم انتخابه بالإجماع خلفا لـ»بانكي مون»، الأمين العام السابق، ويحمل كغيره من سابقيه آمالاً كباراً في أن يحدث جديداً في الآلية الرتيبة التي هي عليها المنظمة حالياً، عن طريق إجراء إصلاحات يجريها على هيكلها الصدئ، أحلام راودت سابقيه الذين ما لبثوا أن استسلموا لواقعها المر، ولرغبات وسياسات الدول الخمس الدائمة العضوية. «أنطونيو» المتفائل، قال في خطاب له عقب اختياره: «يجب أن نخدم الضعفاء والمهمشين وضحايا الإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان».. ولا نملك نحن (الضعفاء الأقوياء) سوى الدعاء له بالتوفيق. ومع أن السيد أنطونيو من الأسرة وغير غريب على المنظمة لشغله منصب (المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) مدة 10 سنوات، إلا أنني أستغرب أن لا يكون على دراية بأن المنظمة منذ تاريخ إنشائها تقف عاجزة عن مواكبة التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم، وأن الهيكلة وكذلك أساليب العمل التي هي عليها الأمم بحاجة إلى مراجعة شاملة، يأتي في مقدمتها إصلاحات فورية في «مجلس الأمن»، الذي قفل أبوابه، بحيث لا يستوعب سوى الدول الخمس الكبرى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي جعل من القرارات التي تصدر من المنظمة غير ذات فاعلية بسبب هيمنة واستكبار تلك الدول التي تملك حق استخدام النقض (الفيتو) على كل قرار لا ينسجم مع رغباتها وسياساتها، الأمر الذي حوَّل المجلس إلى منبر لتحقيق الغايات الضيقة للدول الكبرى، وبدت معه القرارات الصادرة التي يوافق عليها الجميع تتسم إما بالضعف أو عدم التنفيذ، هذا إذا لم يتم استخدام الفيتو، وشاهدنا في ذلك القرارات التي صدرت حول النزاع العربي الإسرائيلي، وأحداث سوريا، واليمن، كلها ذهبت أدراج الرياح.
لن تكون للأمم هيبة إن لم تُفعَّل دور لجنة نزع السلاح التي لم نرَ لها ذِكر أو وجود، رغم أنها من ضمن اللجان الخمس التي أنشأها مجلس الأمن، فماذا قدمت هذه اللجنة طوال تاريخ المنظمة، لاسيما وأنها تتألف من رؤساء أركان حرب الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، والتي من مهامها تقديم المشورة والمعونة للمجلس في جميع المسائل الخاصة بحفظ السلم والأمن الدوليين، واستخدام القوات الموضوعة تحت تصرفه، وإعداد البرامج الخاصة بنزع السلاح. لم أقرأ وأنا أراجع تاريخ المنظمة أن هذه اللجنة قد اجتمعت يوماً، أو قامت بنزع سلاح أي دولة من الدول الضعيفة، على اعتبار أنها لا تقوى على نزع سلاح الدول الكبرى أو الدول التي ترعاها والشواهد كثيرة، لعل أبرزها وأحدثها ما حصل في سوريا، حيث لا زالت روسيا تصول وتجول، تقتل وتدمر، تنتهك كل الأعراف.
إذا كان السيد «أنطونيو» جاداً في الإصلاح فعلاً، فعليه أن يبدأ بتوسعة الأعضاء الدائمين بحيث لا يقتصر على الدول الخمس، فهناك دول مهزومة كبرى أصبحت تمارس دوراً على الساحة الدولية أكبر بكثير من بعض الدول المنتصرة، كألمانيا، واليابان وغيرهما، مع ضرورة إيجاد حل يتعلق بطريقة التصويت داخل مجلس الأمن الذي تهيمن عليه الدول الكبرى، والذي دائما ما ينعكس على الدول الضعيفة والفقيرة في عدم ضمان أمنها وسلامتها واستقلالها.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store