رأينا وشاهدنا ولا نزال بألم ما يحدث في حلب المكلومة التي شهدت أقسى وأبشع أنواع الدمار والإبادة من قبل النظام السوري الطاغي ومن قبل ميليشيات إيران التي تنفذ أجنداتها لإهلاك أهالي حلب وتوظيف أجنداتها الطائفية وإمداد نظام الأسد الهالك بأمر الله بكل وسائل الطغيان والدمار والقتل .أطفال يموتون تحت أنقاض البنايات ،ومشردون في الشوارع تحت نيران النظام والقوات الروسية، وأنفس يحاصرها الموت والجوع والتشرُّد .
السعودية وقفت موقف الحزم من الأزمة السورية منذ بدايتها وهو سعيها الدائم في مساعدة ومناصرة الشعوب المظلومة المقهورة واستضافت الآلاف على أراضيها وفتحت وساندت المخيمات الخارجية ومدت بكل وسائل الدعم ،وهاهي مساجد وجوامع وطننا تساهم بالدعاء والقنوت لأهل الشام والمكلومين في حلب بالرحمة والفرج والنصر المبين .ولو تمعنَّا في أعماق هذه الكارثة الإنسانية التي وصلت الى كل أصقاع العالم وبكى لها العالم مجتمعاً وغيرها من الكوارث فإن نظام الملالي في إيران وما يبثه من سموم كان وراء معظم أزمات الأمتين العربية والاسلامية وبات عاملاً مشتركاً في الدمار الذي لحق بالأبرياء وهاهو يستمر في الطغيان وتوظيف العداء بين المسلمين وبين الطوائف ويدعم الطغاة البغاة في سوريا واليمن من خلال نظام المخلوع صالح وميليشيات الحوثي المارقة التي تتوحد مع إيران في الطائفية وفي التوجه وفي أجندات الفتنة وتدمير الشعوب ،إضافة الى ما يقوم به هذا النظام من توظيف العداوات ونشر التشيُّع ومقت أهل السنة والجماعة وما يقوم به من دعم الجماعات المارقة من القاعدة وداعش في العراق وأفريقيا وآسيا وكل بلدان العالم ودخولة طرفاً وسبباً رئيسياً في زعزعة الاستقرار في عدة بلدان ونشر الفوضى .
لا بد أن يقف المجتمع الدولي وقفة صادقة وثابتة بل وعاجلة أمام ما يحدث في حلب من تدمير وقضاء على الإنسانية والذي يخالف كل الشرائع السماوية ويناقض كل المواثيق الدولية حتى يتم وضع حد لهذه الكارثة الدولية والتي أتت على الإنسان والمكان في الشام وأيضاً يجب على المجتمع الدولي أن يقف موقفاً حازماً ضد نظام الملالي وأن يرصد كل التقارير التي تثبت تورطه من خلال وقائع مؤكدة في أزمات وكوارث الشرق الأوسط والبلاد العربية واحتلاله للأحواز العربية وتشريد شعبها وقمعهم وأن يتم تكثيف حدة العقوبات الدولية على هذا النظام وفتح التحقيقات المتواصلة بشأن جرائم الإنسانية التي يقف نظام الملالي في إيران وراءها وأن تتخذ معه أقسى العقوبات وأن تشدد عليه كل أدوات الحصار الدولي وأن تتم ملاحقة كل أطراف الفتنة التي ينشرها في البلدان وأن يتم وقف ما يقوم به من دسائس وخطط خفية لإثارة الفوضى وتدمير الشعوب حتى يكون عبرة عبر الأزمان ليعيش في عزلة مستمرة تسهم في عزله وإضعافه والقضاء عليه وعلى من اتبعه من الغاوين حتى تنعم كل الشعوب بالسلام والاستقرار.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
