Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
صالح بكر الطيار

درء الفتن والدفاع الوطني

A A
في زمن التكنولوجيا تطل علينا مشكلات وسلبيات التقنية جاءتنا دفعة واحدة ولم يكن قبلها توعية مفترضة في حين أنها لا تزال غائبة سوى في حدود ضيقة لا تصل الى كل الأسر ولا الى كل شرائح المجتمع، فعندما بدأ الإرهاب يوجه سهامه إلى وطننا وإلى مقدراته وإلى الأسر وإلى الشباب وإلى تكثيف تواجده وبث سمومه عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومعرفات البحث كان البعض في غفلة عما كان يدور في جهاز جوال ابنه أو في جهاز حاسوبه الشخصي كان هنالك اتكالية للأسف من بعض الأسر في المراقبة والمتابعة ووقع البعض غريراً لهذه الفتن المبرمجة والتي يخطط لها أعداء الدين والسلام .البعض انساق خلف الموجة وركبها وتغيرت أفكاره فسار في طريق الضلال وما هي النتيجة؟ إنه تشرب هذا الفكر وكانت العملية تدار وتوجه وتسير وهو في عقر داره الأمر الذي يعيدنا الى بدايات التخطيط وضرورة مواجهته بتوعية مكثفة ووعي كامل يصل الى كل الشرائح في المجتمع .

الأمر لا يقتصر على الفكر الضال فحسب ولكن هنالك حملات موجهة لإثارة الفتنة ونشر الطائفية وبث رسائل التدمير وأيضاً الاكاذيب والإشاعات وقد تحدثت عن ذلك مسبقاً ولكن ما أعنيه هو أن لدينا أجيالاً تحلم بمستقبل آمن فليست العبرة بتوعية على استحياء أو في مجالات معينة ولكن الأمر تجاوز ذلك إلى ما هو أهم ،وسؤالي هل قامت وزارة التعليم بوضع خطة استراتيجية تفصيلية توزع على كل إدارات التعليم بكل المناطق تتضمن محاضرات وورش عمل وبرامج توعوية تصل الى جميع المعلمين والطلاب والمعلمات والطالبات والقياديين والقياديات تتضمن خططاً دفاعية لمنع دخول هذه الموجات من الفتن أياً كان نوعها لكل الشرائح وكما أن هنالك جنوداً مرابطين على حدنا الجنوبي وعلى الحدود الأخرى يذودون عن الوطن والمواطنين والمقدرات الوطنية وآخرين يعملون في كل القطاعات عيوناً ساهرة على أمن هذه البلاد فإن الجميع مطالبون بالدفاع الوطني لدرء الفتن بكل أصنافها لأننا أمام فتنة حقيقية ولتكن الأسرة البوابة الاولى للتوجيه والمتابعة والمراقبة وكذلك المدارس والجامعات التي تقع عليها مسؤولية كبرى ومكثفة للذود عن الأجيال القادمة والدفاع المستميت لمنع هذه الفتن.

على أئمة المساجد والجوامع أن يشكلوا منهاجاً من التوعية والنصح والإرشاد لتفهيم المجتمع بذلك ومخاطر ما يواجه الوطن من فتن خارجية وتضليل وتشويه للصورة ومنع ذلك من الانتشار عن طريق المنابر جميعها ،فالكل مسؤولون ولا تقل الفتنة خطراً عن الأعداء الذين يخوضون الحرب على الوطن فهي فتن توجه القلوب والعقول.

نحن أمام أكبر موجة من الفتن الخارجية علينا التكاتف والتعاون لوقفها جميعاً لا بد من تعاون وزاري بين الداخلية والشؤون الإسلامية والتعليم والشؤون الاجتماعية والاتصالات وتقنية المعلومات ومؤسسات المجتمع المدني لتشكيل خطط لمواجهة هذه الفتن الظاهرة والباطنة التي تتربص بِنَا وتحيط بمجتمعنا للإضرار بوطننا وبمستقبل أجيالنا وعلى الوطن كله أن يستنفر لمواجهة هذه الفتن على قلب رجل واحد لحماية وطننا ومقدراتنا وأجيالنا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store