Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سامي سعيد حبيب

هل ستشرب أمريكا من ذات كأس الانقسام ؟

A A
تعرضت المملكة العربية السعودية لهجمات إلكترونية هددت أمن وسلامة المعلومات في بعض القطاعات وحتى على مستوى الأفراد ،كسرقة محتويات الهواتف الجوالة «الذكية» أو إتلافها وكالمعلومات الشخصية للأفراد والمؤسسات الصغيرة ، واشتهر اسم بعض برامج الاعتداءات الإلكترونية في الآونة الأخيرة كمثل شمعون 2 أو «الفداء « ( رانسوم ) ، وأدت الهجمة الأخيرة إلى إصابة بيانات عدد من الجهات الرسمية كموقع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية وصندوق التنمية الاجتماعية طبقاً «لعاجل» وإن الموقع قد تضرر كثيراً. وثمة عدد آخر من الجهات الرسمية والقطاع الخاص أصابتها أضرار ، مما يؤكد على وجوب إعادة النظر في بناء شبكة حماية وطنية إلكترونية تستفيد من هذا الدرس وأمثاله بالتعرف على نقاط الضعف التي مكنت من الاختراقات الإلكترونية ، واتخاذ ما يلزم حيالها.

إحدى الدول التي يشار إليها بأصابع الاتهام من سياق أحداث العالم المتقلبة في المشاركة في شن الهجمات الإلكترونية هي دولة روسيا ذاتها والتي تتخذ من التفوق التقني أداة لاستعادة جزء من مهابتها السابقة ، دخلت مع الولايات المتحدة الأمريكية في مساجلات مفتوحة وتبادل التهم من قبل كبار المسؤولين في الدولتين على خلفية اتهام روسيا بالتدخل في الإجراءات الانتخابية الأمريكية والتأثير على نتائجها لصالح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من خلال القرصنة الإلكترونية لصالحه وقيل بأن ذلك احتفاء بالتقارب بين الزعيمين المتشابهين في كثير من جوانب الشخصية و «الكرزما» . وذلك أشبه بأن يقوم الرئيس الروسي بوتين بمثابة اختيار الرئيس الأمريكي نيابة عن الأمريكيين.

أدى هذا التدخل الروسي غير المسبوق في الانتخابات الرئاسية الأمريكية ( إن صحت الرواية ) إلى أن يرتئي كثير من الناخبين الأمريكيين بأن فوز دونالد ترمب بسدة الرئاسة الأمريكية فوز غير نزيه ، الأمر الذي عمّق الانشقاق الشعبي الأمريكي العنصري القديم لكنه زاد وتعمق بين مؤيدي ترمب ومعارضيه إبان الحملة الدعائية للسباق على منصب الرئيس بسبب الخلافات العنصرية واستهداف الأقليات وازدرائه للمرأة وتهجمه على الأقليات خصوصاً المسلمين و تحمسه لاستمرار الحرب على العالم الإسلامي. ولهذا خرج ملايين الأمريكيين للتظاهر برفض تعيينه في نفس اللحظات التي كان فيها حاضراً في برتوكولات تنصيبه الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية. و حديثه الصريح عن نيته في الاستيلاء على نفط العراق عنوةً ( حرب على العراق جديدة ). وكذلك ما جلبه اعتماده الخميس الماضي لمشروع بناء السور الفاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك على طول آلاف من الكيلومترات وعلى حساب المكسيك.

حفظ الله المسلمين وجميع بلاد المسلمين خصوصاً بلاد الحرمين الشريفين في ظل القيادة الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله و سمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد ، وألهمنا جميعاً الحرص على التزام الرشاد في زمن الفتن.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store