Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سامي سعيد حبيب

الدرع الصاروخي الخليجي

A A
يُشكِّل صعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سدّة الحكم بالولايات المتحدة الأمريكية -حسب تحليل عدد غفير من علماء النفس الأمريكيين من العيار الثقيل مثل البروفيسور «جون دي غارتنر» من جامعة جون هوبكنز الأمريكية، والطبيبة النفسية الدكتورة «جولي فوترير»- معضلة كبرى أمام الأمن والسلم العالمي، إذ يتصوَّر ترامب أنه حاكم العالم أجمعه، وأن كل الدول خاضعة لسلطانه.

وقد صرَّحت الطبيبة النفسية جولي لصحيفة نيويورك اليومية بما يلي: (تُضعف النرجسية قدرة ترامب على رؤية الواقع كما هو، لذا لا يمكنك استخدام المنطق لإقناع شخص كهذا. فـ»النرجسية» مرضٌ خطير، حيث يُعرَّف هذا المرض في قاموس كامبل للصحة النفسية بأنه «متلازمة نفسية» تتألف من مزيج شديد من النرجسية، واضطرابات الشخصية المعادية للمجتمع، وأن المُصاب بهذا المرض الخطير لا يُميِّز بين الحقيقة والخيال. بينما قام البروفيسور «جون دي غارتنر» بمبادرة جمع من خلالها 15,000 توقيع للمتخصصين النفسيين تهدف إلى إظهار عدم أهلية ترامب لتولِّي الرئاسة على المستوى النفسي، وقال غارتنر: (نحنُ لسنا مجرد مجموعة من الاختصاصيين النفسيين الرافضين لنتائج الانتخابات. نحن نُقدِّم تقييمًا مهنيًا يتفق عليه الآلاف من زملائنا، كما تُناشد المبادرة ترامب التخلِّي عن منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية).

وليس أدل على انفصام ترامب عن الواقع، ما استهل به فترته الرئاسية من قرارات خلافية جدًا وغير قانونية، مما أدخله في دوَّامة مع المؤسسة القضائية الأمريكية، الأمر الذي يُهدِّد التماسك الأمريكي ذاته، وكذلك ما أظهره من عداوة وتمييز عنصري ضد الإسلام والمسلمين، الأمر الذي أثار حفيظة كثير من الشعوب والمجتمعات، ومشت ضدها المظاهرات في كبريات المدن العالمية، وكذلك ما خطط له من مشروعات متخطية للحدود، حيث يرى أن من حقه فرض تلك الخطط على الدول والشعوب الأخرى، مثل بناء الجدار الفاصل بطول 3000 كم بين المكسيك والولايات المتحدة، والذي تُقدَّر تكلفته بـ28 مليار دولار على نفقة المكسيك.

كما يريد ترامب أن يمضي قُدمًا في مقترح إنشاء نظام دفاعي صاروخي مضاد للصواريخ، كحلقة تكميلية للشبكة الأمريكية من الصواريخ المضادة للصواريخ، خصوصًا العابرة للقارات، ليُشكِّل غطاءً جويًا لصالح حلفاء أمريكا الأوربيين وإسرائيل، وسبق أن تم طرح هذا المقترح على دول المنطقة أبَّان فترة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الثانية، ليكون حلقة من حلقات المنظومة الأمريكية المضادة للصواريخ المعادية المتوقَّع إطلاقها من دول معادية مثل كوريا الشمالية وروسيا والصين وإيران، على أن يكون موقع بطارياتها في دول الخليج العربية.

صحيفة الديلي ميل الأمريكية تُؤكِّد أن روسيا نشرت في المنطقة -وسوريا على وجه الخصوص- الصواريخ الروسية المضادة للصواريخ البالستية إس-4 المتفوقة على نظام الباتريوت المطورة، وذلك لتشكيل نوعًا من الضغط على أمريكا لتنشر هي الأخرى صواريخها، وهذا قد يجعل الولايات المتحدة تسعى للوصول إلى اتفاقية مع الأطراف المعنية لنشر هذه الصواريخ، فهل ستوافق دول الخليج العربية على مثل هذه الاتفاقية -إن طُرحت من الجانب الأمريكي- في مقابل نقل التقنية الصاروخية إليها؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store