Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

لندن: فشخرات ومهايطات!

ملح وسكر

A A
ذكرت الحياة (14 فبراير) نقلاً عن تقرير بريطاني صدر حديثاً أن السائح السعودي ينفق 6 أضعاف ما ينفقه غيره من السياح الأجانب في بريطانيا، فهو يمكث أكثر وينفق أكثر. طبعاً أخذاً بمبدأ القياس السلوكي، فإنه يمكن القول بأن ذلك هو حال السعودي عموماً في معظم أرجاء الأرض. ليس شرطاً أن يبلغ معدل إنفاقه 6 أضعاف كما الحال في بريطانيا، ولكن ليس بعيداً عن ذلك، ربما 4 أو 3 أضعاف. المهم أكثر.

عموماً تُعد لندن تحديداً ميداناً للفشخرة الخليجية، ولأن عدد سكان المملكة هم الأكثر بمراحل، فإن الغلبة ستكون حتماً للفشخرة السعودية بامتياز. ومن مظاهر الفشخرة المهايطة بالسيارات الفارهة، إذ يظن البعض أنه يشرف بالسيارة التي يمتطيها، وليس العكس، إذ الأصل في الشخصية المتزنة العاقلة أن يشرف المكان بها كما تشرف السيارة به. هكذا تعلمنا أن ناقة اسمها القصواء شرفت بصاحبها عليه السلام، فرفع التاريخ ذكرها، وإلاّ لكانت مجرد ناقة أخرى، وفي البسيطة ملايين النوق عبر الزمن.

ومهايطة أخرى في الملابس والأزياء، وكأن بعض السيدات والآنسات قدمن إلى لندن للمشاركة في عروض أزياء، لا للفسحة والزيارة والاستجمام.

أعلم أن فئة من هؤلاء (المتفشخرين) لم يبذلوا من الجهد المشكور كثيراً حتى يجمعوا المال الذي (يبعزقوه) في لندن وباريس ونيويورك وماربيا وغيرها. لكني أعلم أيضاً أن آخرين يفعلون الشيء نفسه، وهم إلى المال أحوج، لكن عقولهم الصغيرة وأفهامهم المحدودة ونظرتهم الحياتية الرديئة تدفعهم إلى ذلك دفعاً حتى لا يظهروا أمام الآخرين أقل ثراء أو في الحقيقة أقل غباءً.

وفي الصيف تحديداً أتوقع أن تتراجع هذه المهايطات المحمومة، وأن تستعيد العقول المحسوبة علينا في لندن وأمثالها شيئاً من الحكمة والاتزان بسبب الترشيد الذي مسّ كثيراً من الجيوب والأرصدة.

حالنا غريب عجيب، إذ لا نتوانى عن الاستجابة لنداء: (لنا الصدر دون العالمين) في قضايا وتوافه لا نجني من ورائها إلاّ الاستهزاء والسخرية من معظم خلق الله أجمعين.

همسة أخيرة إلى مكاتب التأشيرات البريطانية: إذا كان السعودي هو درة السياح، فلماذا لا تعيدون النظر في هذه الرسوم الباهظة لإصدار تأشيرات السائح السعودي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store